قناة عشتار الفضائية
 

البابا فرنسيس يستقبل وفد جمعية الكتاب المقدس العالمية

 

عشتار تيفي كوم - اذاعة الفاتيكان/

التشابه بين المؤمنين الأوائل ومؤمني اليوم في إعلان كلمة الله، الإصغاء إليها وعيشها. كان هذا محور حديث البابا فرنسيس اليوم خلال استقباله وفدا من جمعية الكتاب المقدس العالمية.

استقبل البابا فرنسيس صباح اليوم وفدا من جمعية الكتاب المقدس العالمية. وعقب ترحيبه بالجميع وشكره للأمين العام للجمعية على كلمته تحدث الأب الأقدس عن سرد سفر أعمال الرسل لنشر كلمة الله بفضل الرسل عقب العنصرة يقودهم الروح القدس، حيث شرحوا معنى الكتاب المقدس في ضوء سر يسوع المسيح.

وواصل الأب الأقدس مشيرا إلا أن ما حدث للكنيسة في بدايتها يتشابه مع ما يحدث اليوم، حيث يتم إعلان الكلمة والإصغاء إليها وعيشها في ظروف مختلفة ما بين جيدة وسيئة، وذلك بأشكال مختلفة ومع مواجهة مصاعب ضخمة واضطهادات في عالم هو غالبا أصم إزاء صوت الله. وأضاف البابا فرنسيس أن الكنيسة الناشئة كانت تعيش بالكلمة وتعلنها وتفر من الاضطهاد حاملة الكلمة باعتبارها الغنى الوحيد، وهكذا يتحول الاضطهاد إلى فرصة لنشر الكلمة بدون نسيانها أبدا. وذكَّر الأب الأقدس في هذا السياق بحديث سفر أعمال الرسل عن فيلبس الذي نزل مدينة من السامرة وجعل يبشر أهلها بالمسيح، وقال البابا أن فيلبس لم يتحدث عن ألمه ومعاناته بل بَشَّر بالمسيح الذي يشفي المرضى "فَعَمَّ تِلكَ المَدينَةَ فَرَحٌ عَظيم" (٨،٨).

توقف البابا فرنسيس بعد ذلك عن الكثيرين من المسيحيين في زمننا الذي يُضطرون إلى الرحيل عن أراضيهم، وقال إنهم رجال ونساء، ومثل المؤمنين الأوائل، يفرون حاملين معهم الكلمة التي تلقوها، ويحافظون على إيمانهم باعتباره الكنز الذي يمنح معنى للظروف القاسية بل وحتى الرهيبة الذين عليهم مواجهتها معانقين صليب يسوع وكلمة الله التي تبقى إلى الأبد. إلا أن سفر أعمال الرسل يوجه من جهة أخرى تحذيرا، حيث يواجه فيلبس في رسالته عدم القدرة على فهم كلمة الله وتَقبُّلها من قبل شخصين، تابع البابا فرنسيس في إشارة إلى سمعان الساحر وخازن ملكة الحبش. وواصل قداسته أن الأول كان متغطرسا فحرم نفسه من هبة الله، أما الثاني فكان متعطشا إلى الله ولم يفهم كلامه فقط بفضل خدمة فيلبس، بل وطلب منه أن يُعمِّده وواصل سيره كمسيحي.  

ثم قال الأب الأقدس لضيوفه إن مسيرة كلمة الله تتواصل اليوم أيضا وأنتم تضعون أنفسكم في خدمتها من خلال نشاطكم. وأشاد البابا بنشر الكتاب المقدس من خلال إصدار نصوص بلغات مختلفة وتوزيعها في القارات المختلفة، وأعرب عن فرحه لأن نشاط الجمعية هذا يتم في تعاون متزايد مع كاثوليك كثر في دول عديدة.

ثم ختم البابا فرنسيس كلمته إلى وفد جمعية الكتاب المقدس العالمية متضرعا كي يقود الروح القدس خدمة ضيوفه ويدعمها، فهو قادر على كشف عمق الله حتى يهتدي مَن يقترب من الكتاب المقدس "إلى طاعة الإيمان" (راجع ١٦، ٢٦) وإلى لقاء الله بيسوع المسيح. (٢٧).