قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك الراعي: ليتمّ انتخاب الرئيس الأحسن والأفضل في الظروف الراهنة

 

عشتارتيفي كوم- أبونا/

 

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في كنيسة السيدة في الصرح البطريركي في بكركي، بمشاركة رئيس أساقفة أبرشية سان دييغو بالولايات المتحدة الكاردينال روبرت ماك ايلروي، وأسقف أبرشية فينيكس الأميركيّة جون دولان، وعدد من الأساقفة والكهنة، بحضور جمع من الشخصيات السياسيّة والفاعليات والمؤمنين.

وأشار في عظته إلى أنّ "معظم الناس اليوم فقدوا معنى الخطيئة، حتى أنّها أصبحت غير موجودة، بما فيها مخالفة وصايا الله ورسومه وتعليم الإنجيل والكنيسة. وأصبح العالم خاليًا من الخطيئة: فلا القتل خطيئة، ولا السرقة ولا الفساد، ولا الضغينة، ولا البغض، ولا الكبرياء، ولا حبّ النزاع، ولا التعدّي على حقوق الغير، ولا الظلم، ولا الإستبداد، ولا الكبرياء، ولا القهر. ولذلك لا توجد توبة ولا شعور بندامة، ولا صوت ضمير يردع ويدعو إلى الإصلاح. هذا هو مكمن أزماتنا في لبنان سياسيًّا وأخلاقيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا. والسبب هو فقدان معنى الله، والإبتعاد عنه، وجهل شريعته الموحاة في الكتب المقدّسة وتلك المكتوبة في الطبيعة نفسها".

واعتبر أن "الجرم الجرم الذي يرتكبه نوّاب الأمّة هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية بسبب الفيتوات على هذا أو ذاك ممن تُطرح أسماؤهم للترشيح. فمن أين حقّ الفيتو؟ ومن أين الحقّ في فرض شخص؟ فإذا شئتم الحوار، فتعالوا بتجرّد واطرحوا حاجات البلاد اليوم داخليًّا وخارجيًّا، وصوّتوا يوميًّا كما يقتضي الدستور فيتمّ انتخاب الرئيس الأحسن والأفضل في الظروف الراهنة. والجرم الجرم الذي يرتكبونه هو افقارهم الشعب يومًا بعد يوم، وقتله بتجويعه ومرضه وحرمانه وانتحاره، واذلاله، واقحامه على هجرة الوطن. والجرم الجرم هو تفكيكهم أوصال الدولة ومؤسّساتها الدستوريّة، وإداراتها العامة، وهو إهمال وهدر مداخيل الدولة في الإدارات والمرافئ البحريّة والمطار وأبواب التهريب. طبعًا في ذهنيّة جميع المسؤولين عن هذه الأوضاع، لا يوجد أي شعور بالخطيئة أو إقرار بها أو وخز ضمير!".

ورحب البطريرك الراعي بـ"التقارب بين المملكة العربيّة السعوديّة وجمهوريّة إيران الإسلاميّة، واستعادة العلاقات الدبلوماسيّة بينهما بعد انقطاع دام ستّ سنوات، بسبب عدم احترام سيادة كلّ من البلدين، والتدخلات في شؤونها الدخليّة. الأمر الذي وتّر العلاقات والأجواء الداخليّة والإقليميّة في لبنان وسوريا والعراق واليمن وبعض بلدان الخليج". وقال: "إنّنا نبارك هذه الخطوة التي تندرج في خّط المصالحة السياسيّة".

أضاف: "كم نتمنّى أن تحصل عندنا في لبنان وصولًا إلى استعادة هويّته الطبيعيّة أي حياده وتحييده عن الصراعات والنزاعات والحروب الخارجيّة، لكي ينصرف إلى الدفاع عن القضايا العربيّة المشتركة، وحقوق الشعوب، والعدالة والسلام، لكي يكون مكان التلاقي وحوار الأديان والحضارات! وهذه دعوته التاريخيّة. وكم نأمل في زمن الصوم المبارك أن نجمع النوّاب المسيحيّين ورؤساء كتلهم في يوم رياضة روحيّة يكون يوم صيام وصلاة وسماع لكلمة الله وتوبة ومصالحة، استعدادًا للعبور إلى حياة جديدة مع فصح المسيح".