قناة عشتار الفضائية
 

النزاعات الطائفية في ديالى تدفع الأهالي إلى النزوح

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

لا تزال ديالى تشهد موجات من العنف بين الحين والآخر بسبب النزاعات الطائفية، ففي أوائل شهر آذار الجاري، كان حسين ميثم وعائلته يستقلون سيارتهم مارين ببستان نخيل بالقرب من منزلهم بعد أمسية هادئة قاموا فيها بالتسوق عندما ارتطمت سيارتهم بقنبلة مزروعة على الطريق حتى الآن، لا أحد يعرف من زرع القنبلة، ولا أحد يعرف الدافع وراء الهجوم.

وقع الهجوم في وقت سابق من هذا الشهر في قرية حزانية ذات الأغلبية الشيعية.

الهجوم كان الأحدث في سلسلة هجمات شهدتها محافظة ديالى بوسط العراق الشهر الماضي.

ويقول مسؤولون أمنيون إن ما لا يقل عن 19 مدنياً قتلوا على أيدي مهاجمين مجهولين، بما في ذلك هجومين مستهدفين.

يتسبب العنف في تأليب المجتمعات ضد بعضها البعض في المحافظة المتنوعة عرقياً ودينياً.

كما يثير تساؤلات حول ما إذا كان الهدوء والاستقرار النسبيان اللذان سادا في معظم أنحاء العراق في السنوات التي تلت هزيمة تنظيم داعش يمكن أن يستمر.

انتقل العراق ككل من الظروف التي مكنت من صعود تنظيم داعش والعنف الطائفي الدموي الواسع النطاق الذي اندلع بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل 20 عاماً، حسبما يقول مهند عدنان، المحلل السياسي والشريك في مؤسسة رؤية للتنمية.

قال عدنان "هناك قرى قليلة، خاصة في ديالى، لم تتجاوز بعد ما حدث في الماضي".

الشيخ ماهر علي التميمي القيادي المحلي في قبيلة بني تميم إحدى قبائل ديالي أوضح أن المحافظة تعاني من خروقات أمنية متكررة "إضافة إلى دوافع وخلافات سياسية".

وأضاف لاحظنا أن المحافظة تعاني من خروقات أمنية متكررة ، "ودوافع وخلافات سياسية، بالإضافة إلى وجود أشخاص يتربصون في المياه المضطربة لإعادتنا إلى المربع الأول(الطائفية والفوضى والخطف والقتل).

يقول مسؤولون وسكان ومحللون إن ما لا يقل عن حادثة واحدة من أعمال العنف في ديالى يبدو أنها انتقام طائفي.

على الرغم من أن معظم السكان السنة الذين نزحوا خلال الحرب ضد تنظيم داعش عادوا إلى المحافظة، إلا أنهم يقولون إن السلطات والجيران ينظرون إليهم بريبة بسبب انتمائهم المفترض إلى داعش.

عندما تشن خلايا التنظيم هجمات على المدنيين أو قوات الأمن، فإن ذلك يؤدي في كثير من الأحيان إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية.

وقال جاسم إسماعيل، والد ضحايا الهجوم الأخير، إنه إذا لم يتم تأمين المنطقة، فسيغادر هو وزوجته ديالى إلى الأبد.

واضاف "اذا لم تتمكن القوات الأمنية من القبض على منفذي هذه العملية فان اكثر من 200 الى ثلاثمائة عائلة بمن فيهم أنا وزوجتي ستغادر محافظة ديالى نهائياً بسبب انعدام الأمن".

عبد الله تميم شقيق عبد الأمير تميم الذي قتل في الانفجار نوه إلى أن "أسرتنا فقدت 58 شهيداً، وهذا السيناريو (الهجمات) يتكرر كل ثلاث أو أربع سنوات، ولا يوجد حل أو أي إجراء لاعتقال الجناة".