قناة عشتار الفضائية
 

ذكرى مار قرياقوس في قره قوش ....... دير يتعطر بمؤمنيه

 

كتابة : نمرود قاشا

  • عيد مار قرياقوس

يحتفل أبناء بغديدي وبلدات سهل نينوى المجاورة بذكرى عيد مار قرياقوس ، يوم الاحد 26اذار  والذي يصادف في الاحد السادس من زمن الصوم، حيث يتقاطر المؤمنون ومنذ ساعات الصباح الاولى لزيارة أطلال الدير الواقع على بعد كيلو مترمن مركز قضاء الحمدانية ( قره قوش ) وهم يرتدون زيهم التراثي الجميل بموجب طقسا شعبيا خاصا ببغديدا .

هذا العام ، وربما للظروف الجوية يتعذر على الكثيرين زيارة الدير  فقد كانت الجماهير تزحف منذ ساعات الصباح الأولى بملابسها التراثية يحيطوا بكهف الدير الصخري ومع اصوات الصنوج والترانيم والصلوات والشموع والبخور واصوات الاطفال وهم يضيفون ربيعا اخر الى ربيع بدا متعطشا لقطرات ماء تبلل خضرة الزرع .

 

  • شيء عن صاحب العيد

القديس كرياكوس ( (بالآرامية: ܡܪܝ ܩܘܪܝܩܘܣ ܣܗܕܐ)‏ مار قرياقوس الشهيد ووالدته القديسة يوليطة أمه ( (باليونانية: Ἰουλίττα)‏ ، (بالآرامية: ܝܘܠܝܛܐ)‏ يوليتا . أيضا جوليتا) يكرمون كشهداء مسيحيين . وفقا للتقاليد و المصادر التي ذكرت سيرة حياتهم ، تم استشهادهم في مدينة طرسوس بآسيا الصغرى في حوالي عام 304 م.

وُلدت القديسة يوليطة في مدينة أيقونية عاصمة ليكاؤنية. وهي تنحدر من سلالة ملوك آسيا، لها مركزها الاجتماعي المرموق بجوار غناها وجمالها وتقواها. كانت محبة لخدمة الفقراء والمحتاجين.

تزوّجت رجلًا تقيًا يخاف الرب، وأنجبت منه طفلًا بهي الطلعة حسن المنظر أسمياه قرياقوس، وهي مشتقة من غريغوريوس أوجريجوري.

توفي الزوج في ريعان شبابه وهجر قرياقوس مع الأرملة الشابة يوليطة.

عندما شدّد دقلديانوس اضطهاده على المسيحيين هناك أرادت هجر مدينتها طلبًا للسلام لتمضى إلى مكان آمن حيث لا يعهدها أحد. فقد بدأ الحاكم الروماني دومتيانوس في نشر الاضطهاد في جميع مدن الإقليم بكل وحشية. خشيت الأم لئلا إذا قُتلت يقع طفلها الصغير في أيدي الوثنيين فلا يتمتع بالإيمان المسيحي.

 

  • عن الدير أيضا حديث

يقع هذا الدير شرقي بغديدا ويبعد مسافة اقل من كيلو متر تقريباً وتصعب رؤيته من البلدة بسبب التواء الأرض التي يقع فيها وانه بمثابة مغارة طبيعية واسعة منقورة في رابية صخرية استغلها الرهبان الباغديديون للصلاة والسكن.. ولا يوجد فيه اثر للبناء أو العمارة وإنما كل ما هنالك إنها مغارة منقورة بيد بشرية غير انه قد أشير إلى وجود هذا الدير لأول مرة في مخطوط طقسي قد نسخ لكنيسة هذا الدير في عهد المفريان باسيليوس حبيب في سنة 1658 م من الممكن القول أن شفيع هذا الدير ليس إلا مار قرياقوس الطفل وأمه يوليطي لان كل المخطوطات التي تذكر هذا الدير تعتبر شفيعه هو مار قرياقوس

هناك من يقول أن مار قرياقوس كان راهباً بغديدياً تنسك بجوار هذه البلدة صاحبة الكنائس والأديرة وكان يسكن لوحدهِ متعبداً ومن الأرجح إن هذا الراهب وجد أن موقعه مناسب للإقامة فيه لقربه من بغديدا أولاً ولمسيحية المنطقة ثانياً ولأن أهالي المنطقة وجدوا فيه مناقب وشرعوا يزورونه لسماع إرشاداته الروحية والتبرك فقصده بعض الشباب ليتلقنوا منه أصول الرهبانية والعبادة فقسم سكنوا معه وكان بجوار هذا الدير بئر صغير إلى الجنوب كان الرهبان يستقون منها الماء لشربهم وحاجاتهم الضرورية قد يتساءل المرء هل شفيع هذا الدير هو القديس الشهير الطفل قرياقوس وأمه يوليطي أم قرياقوس آخر؟

 

  • ذكر الدير من المراجع التاريخية

يذكر ابن العبري في تاريخهِ المدني السرياني وفي الجهة الشرقية من بغديدا يوجد دير على اسم مار قرياقوس وحقيقة هذا الدير هو منقور في الصخر والى اليوم نشاهد فيه القسم القائم منقوراً في الصخر ولكن في ذكر لدير مار يوحنا الديلمي أن رهبان دير مار قرياقوس كانوا بضمن إدارة مار يوحنا الديلمي أي أن الرئاسة كانت لشخص واحد على الديرين وقد ورد أيضاً ذكر دير مار قرياقوس في مخطوطة بالسريانية في خزانة دير مار كوركيس جاء فيها: تم نسخ هذا الكتاب "النوافير" يوم السبت المصادف 6 نيسان من عام 2039 يونانية في عهد مار اغناطيوس شكرالله ومار ايونيس كارس مطران بيث خديدا كتبه الراهب كوركيس بن جمعة في بيعة القديسة شموني كما ورد أيضاً في سنة 1658م ذكر هذا الدير في عهد المفريان باسليوس حبي وورد اسم شفيع هذا الدير سنة (1722 – 1723) م في مخطوطتين باخديديتين نسخهما القس خوشابا ابن متي الخديدي ولكن يبدو أن هذا الدير هُجر من رهبانه على اثر غزو طهماسب الفارسي للمنطقة في سنة 1743م