قناة عشتار الفضائية
 

الكونجرس الأميركي يقترب من إلغاء تفويض حرب العراق

 

عشتارتيفي كوم- الشرق/

 

صوت مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة الاثنين، لصالح الدفع قدماً بتشريع لإلغاء تفويضين يعودان لعقود مضت لشن حربين في العراق مع سعي الكونجرس لإعادة التأكيد على دوره بخصوص اتخاذ قرار إرسال القوات للقتال.

وانتهى التصويت بنتيجة 65 إلى 28 صوتاً أي تجاوز الستين صوتاً اللازمة في مجلس الشيوخ المؤلف من مئة عضو مما يمهد الطريق أمام تصويت على إقراره في وقت لاحق هذا الأسبوع. وجميع الأصوات الرافضة كانت لأعضاء في الحزب الجمهوري.

ويقول أعضاء في الكونجرس منذ سنوات إن الكونجرس تخلى عن الكثير من السلطات للرؤساء من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي فيما يتعلق بإرسال القوات للقتال وذلك من خلال إصدار تفويضات بشن حروب واسعة مفتوحة ثم الفشل في إلغائها. وأضافوا أن الرؤساء استخدموا هذه التفويضات لسنوات لتبرير العمل العسكري في أنحاء متفرقة من العالم.

وأشار البعض إلى استخدام "تفويض استخدام القوة العسكرية" لعام 2002 كمبرر للعديد من العمليات العسكرية في عهد إدارة الرئيس السابق دونالد ترمب، أكثرها إثارة للجدل، اغتيال قائد "فيلق القدس" السابق في "الحرس الثوري" الإيراني قاسم سليماني في هجوم بطائرة مسيرة في العراق عام 2020.

وبموجب الدستور، يحق للكونجرس وليس الرئيس إعلان الحرب.

وبدأ الغزو الأميركي الأخير على العراق في 19 مارس 2003، في حين شاركت القوات الأميركية على عملية تحرير الكويت في عام 1991.

 

"تفويضات ميتة"

ويصف مؤيدو مشروع القانون الحالي تفويضي استخدام القوة العسكرية لعامي 1991 و2002 ضد العراق بأنهما تفويضات ميتة. ويقولون إن الزمن قد عفا عليها وأصبحت غير لائقة لأن الحروب انتهت منذ زمن كما أصبح العراق شريكاً للولايات المتحدة.

وحلت هذا الشهر الذكرى العشرون لشن حرب العراق عام 2003.

وقال السناتور الديمقراطي بوب مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ قبل التصويت "إلغاء هذه التفويضات سيظهر للمنطقة وللعالم أن الولايات المتحدة ليست قوة احتلال وأن حرب العراق انتهت وأننا نتقدم إلى الأمام ونعمل مع العراق بوصفه شريكاً استراتيجياً".

وقال السناتور الجمهوري من ولاية كنتاكي راند بول  في 17 مارس، إن إلغاء قانون تفويض حرب العراق إجراء "رمزي إلى حد كبير"، وإنه يفكر في اقتراح مشروع قانون لإلغاء الحرب على الإرهاب لعام 2001 كتعديل، مضيفاً: "هذا هو (القانون) الذين يشيرون إليه جميعاً ويبرر 20 حرباً مختلفة حول العالم".

وأشار موقع "أكسيوس" الأميركي إلى تواريخ مثيرة تتعلق بتفويضات الحروب الأميركية السابقة، فعلى سبيل المثال صدر تفويض بالحرب في طرابلس (ليبيا) عام 1802 وتم إلغائه فقط بعد 154 عاماً، وتحديدا في العام 1956.

وصدر تفويض أميركي للحرب في الجزائر عام 1815، بينما لم يتم إلغاؤه إلا في العام 1956 أيضاً، أي بعد 141 عاماً.

والغريب أن هناك تفويضات أميركية بالحرب لا تزال سارية حتى الآن رغم مرور وقت طويل على صدورها، واختلاف الظروف التي صدرت فيها اختلافاً كلياً. من ذلك مثلاً تفويض أميركي بالحرب في فرنسا عام 1798، وتفويض بالحرب ضد القراصنة عام 1819، وتفويض بالحرب في الشرق الأوسط عام 1957، هذا بالإضافة إلى تفويضين لحربي العراق عامي 2002 و1991.