تعبّد كنسيّ
مع انتشار الصلوات والعبادات في جميع أنحاء فرنسا، سمح الفاتيكان لفرنسا أن تحتفل بعيد قلب يسوع الأقدس في عام 1765. وفي عام 1833 انطلقت فكرة تكريس شهر حزيران لقلب يسوع الأقدس من دير القديس أوغسطينوس في باريس.
ويمكن فهم سبب هذا التكريس كالآتي: يأتي شهر حزيران بعد شهر أيار المخصّص لمريم العذراء منذ القرن الخامس عشر. رتبت الكنيسة ذلك لأن مريم العذراء تسهر على أبنائها في مسيرتهم الأرضيّة نحو الملكوت، وهي تحتضن أبناءها في شهر أيار وتأخذ بأيديهم لتقدمهم في شهر حزيران لقلب ابنها المخلص.
في عام 1856، حدّد البابا بيوس التاسع يوم الجمعة التالي لعيد الجسد، عيدًا للقلب الأقدس للكنيسة الجامعة. ومنذ ذلك الحين، تم تكريس شهر حزيران لقلب يسوع الأقدس وللتأمل في محبّته الكبيرة للبشريّة. أمّا في سنة 1899 طلب البابا لاون الثالث عشر أن يكرّس المؤمنون أنفسهم لقلب يسوع الأقدس.
وبعدها حثّ الباباوات الشعب على اللجوء لقلب يسوع والتعبد لقلبه الأقدس. وفي سنة 1956 أصدر البابا بيوس الثاني عشر رسالة بابوية بعنوان: "تستقون المياه"، حثّ فيها المؤمنين على العبادة لقلب يسوع الأقدس وعلى تكريس الذات والعائلة له.
وفي التقويم الليتورجي الحالي، يُعتبر عيد قلب يسوع الأقدس احتفالاً.
أمّا سبب تكريس يوم الجمعة، طيلة أيام السنة (لاسيّما الجمعة الأولى من كل شهر)، فقد اختار يسوع يوم الجمعة للتعبد له لأنه مات يوم الجمعة على الصليب لأجل خلاص البشر. ففي هذا اليوم يتذكرون في الساعة الثالثة بعد الظهر أن يسوع، في مثل هذه الساعة، مات على الصليب من أجل خلاصهم وخلاص البشر أجمعين. هذا ويلتزم محبو القلب الأقدس بحضور القداس والمناولة التعويضية عن خطاياهم وخطايا العالم.
وعود قلب يسوع
وهذه هي وعود قلب يسوع الأقدس للقديسة ألاكوك:
1) سأعطيهم كافة النعم الضروريّة لحياتهم.
2) سأُحلّ السلام في بيوتهم.
3) سأعزيهم في جميع محنهم.
4) سأكون ملجأهم الآمن في حياتهم، وبخاصة في موتهم.
5) سأغدق بركات وافرة على أعمالهم.
6) سيجد الخطأة في قلبي منبع الرحمة ومحيطها اللامتناهي.
7) ستصبح النفوس الفاترة حارّة.
8) ستسمو النفوس الحارة بسرعة إلى الكمال.
9) سأبارك كل مكان تُعرَض فيه صورة لقلبي وتُكرَّم.
10) سأمنح الكهنة هبة التأثير في القلوب الأكثر تحجّرًا.
11) ستُكتب أسماء ناشري هذه العبادة على قلبي.
12) كما وعد السيد المسيح بأنّ حبه سيمنح أولئك الذين يتناولون القربان في أيام الجمعة الأولى، لمدة تسعة أشهر متتالية، نعمة التوبة النهائيّة: لن يموتوا وأنا غاضب منهم، ولا من دون قبول الأسرار. إنّ قلبي سيكون حصنهم الأمين في تلك الساعة الأخيرة.