قناة عشتار الفضائية
 

تعنيف المسنين يعصف بالعراق .. أمٌ تستنجد بشرطة ميسان لإنقاذها

 

عشتارتيفي كوم- زاكروس/

 

أعلنت قيادة شرطة محافظة ميسان، اليوم الجمعة، القبض على متهمين اثنين أقدما على تعنيف والدتهما المسنة في إحدى مناطق المحافظة، ما يشكل حالة من ظاهرة تعصف بالمجتمع العراقي.

شهد العراق خلال الفترة الأخيرة، ومن خلال ما يتم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قصصا حزينة عن تخلي الأبناء عن آبائهم وأمهاتهم، حتى أصبحت دور المسنين لا تتسع لهم، من بينهم أشخاص أصحاء يمتلك بعضهم رواتب تقاعدية، إلا أنهم فوجئوا بعدم تقبلهم بين أبنائهم، أو تعنيفهم، أو الاستيلاء على أموالهم، فلجأ بعضهم إلى الشارع بحثًا عن ملاذ آمن يأويهم، في حين فضل آخرون الذهاب إلى دار المسنين لينضموا إلى من أجبرهم أبناؤهم على العيش في تلك الدور.

ذكرت قيادة شرطة محافظة ميسان أن دعوة بالحق الشخصي وردت إليها من مدعية بالاعتداء عليها بالضرب والإهانة اللفظية من قبل أبنائها وبشكل يومي، لافتة أنه "على الفور ولأهمية الموضوع، تم توجيه مفارز قسم شرطة النجدة بمرافقة المرأة واعتقالهم وتسلميهم إلى قسم الاسرة والطفل لغرض إقامة دعوة رسمية من قبل والدتهم".

وفي العراق، لم يسلم المسنون من الاعتداءات الجسدية واللفظية والنفسية والجنسية، إذ سجلت المحاكم  خلال عام ونصف؛ ورود 2622 شكوى تعنيف لكبار السن، وأكد مجلس القضاء الأعلى أن هذه الأرقام تخص الاعتداءات التي طالت المسنين من قبل أفراد العائلة فقط، وهي تخص عام 2021 والنصف الأول من عام 2022.

إلا أن الواقع قد يكون أسوء من ذلك، إذ أن هذه الأرقام تمثل ما وصل إلى المحاكم فقط، فالكثير من المسنين يعانون من صعوبة التنقل وعدم معرفة إجراءات الشكوى، وكذلك يرزحون تحت الأمية والجهل، فمن المتوقع أن لا تصل هذه الأرقام إلى نصف العدد الحقيقي، كما يخشى أن تكون هذه الأرقام قد ارتفعت أو ربما تضاعفت خلال الفترة التي تلت إعلان هذه الأرقام.

ويشير باحثون أنه على الرغم من وجود العديد من منظمات المجتمع المدني والفرق التطوعية والمنظمات الدولية في العراق، فإن برامج دعم المسنين ما تزال ضعيفة، أو تكاد تكون غير موجودة مقارنة بما تقدمه تلك الجهات لفئات المجتمع الأخرى، كما أنها لا تولي اهتماما بإحياء الفعاليات التي تعزز الأواصر الأسرية ورعاية كبار السن، مثل اليوم الدولي للأسرة، واليوم العالمي للوالدين.

هذا ودعت قيادة شرطة ميسان، أبناء المجتمع كافة بالبر والوفاء والاحسان للوالدين ونبذ العنف الأسري بكافة أشكاله والتقيد بالقانون والأعراف والأخلاق والقيم السائدة في مجتمعنا. وفق بيان الشرطة.