عشتارتيفي كوم- الشرق/
اقترح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، خلال زيارته إلى واشنطن هذا الأسبوع، إمكانية إنشاء قوة عسكرية متعددة الجنسيات تضم قوات من دول عربية لتعزيز سيادة القانون والنظام في غزة، وتأمين قوافل المساعدات الإنسانية، حسب ما ذكر مسؤولان إسرائيليان بارزان لموقع "أكسيوس" الأميركي.
يأتي ذلك في الوقت الذي تتعرّض فيه إسرائيل لضغوط لتحسين توزيع المساعدات في غزة، التي تقول الأمم المتحدة إنها على "شفا المجاعة"، فيما يعتقد مسؤولون إسرائيليون أيضاً أن القوة متعددة الجنسيات يمكن أن تساعد على إنشاء نظام بديل لحكم حركة "حماس" في القطاع.
ونقل الموقع الأميركي عن مسؤول إسرائيلي رفيع لم يكشف عن هويته قوله، إن "اتخاذ خطوة من هذا القبيل سيؤدي إلى بناء هيئة حاكمة في القطاع غير حماس، وستعالج مشكلة إسرائيل المتزايدة مع الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالوضع الإنساني في غزة".
"قوة عربية لفترة انتقالية"
وأشار "أكسيوس" إلى أن جالانت طلب من الولايات المتحدة دعم هذه المبادرة سياسياً ومادياً، وليس بإرسال قوات أميركية إلى غزة، وذلك خلال اجتماعات مع وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان.
وأوضح المسؤولان الإسرائيليان أن المقترح الإسرائيلي يتضمن "تواجد قوة عربية في غزة لفترة انتقالية محددة، وتكون هذه القوة مسؤولة عن تأمين المرفأ البحري المؤقت الذي ستبنيه الولايات المتحدة قبالة الساحل، وتوفير الحراسة للقوافل الإنسانية لتصل المساعدات إلى السكان، دون أن تتعرّض للنهب، أو تكون تحت سيطرة حماس".
وناقش مسؤولون عسكريون ودفاعيون إسرائيليون المقترح خلال الأسابيع الأخيرة مع ممثلي 3 دول عربية، من بينها مصر. وتضمنت المناقشات زيارات أجراها مسؤولون إسرائيليون لهذه الدول، وفقاً لمسؤول إسرائيلي كبير.
وقال المسؤول الإسرائيلي: "حدث تقدم في دعم هذه المبادرة، سواء من حيث استعداد إدارة (الرئيس الأميركي جو) بايدن لمناقشتها، أو من حيث قبول الدول العربية للفكرة".
وأشار المسؤولان الإسرائيليان إلى أنه من المتوقع أن يعقد جالانت ومسؤولون كبار بوزارة الدفاع الإسرائيلية محادثات لاحقة بشأن الاقتراح مع الولايات المتحدة، ومسؤولين عرب محتملين.
من جانبه، اعتبر مسؤول عربي من إحدى الدول التي طُرحت عليها الفكرة، لم يكشف الموقع عن هويته، أن جالانت على ما يبدو "أساء فهم الموقف العربي"، مضيفاً أن "الدول العربية ليست على استعداد لإرسال قوات لتأمين قوافل المساعدات في الوقت الحالي، لكنها قد تدرس إرسال قوات للمشاركة في قوة حفظ السلام بعد الحرب".
وأشار المسؤول إلى أنه حتى في هذه الحالة، "يجب أن تكون القوة تحت قيادة الولايات المتحدة، وأن يجري تشكيلها في سياق العمل من أجل حل الدولتين".
فرص ضئيلة
وقال مسؤول أميركي كبير للموقع إن فكرة تشكيل قوة متعددة الجنسيات طُرحت خلال المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع وزراء خارجية عدة دول عربية في القاهرة الأسبوع الماضي.
وأضاف المسؤول الأميركي أن "مصر هي البلد الرئيسي الذي يدرس الفكرة"، لافتاً إلى أن إرسال قوات عربية إلى غزة "يتطلّب دعوة رسمية من السلطة الفلسطينية، وأن يكون ذلك في السياق السياسي لحل الدولتين".
وأشاد المسؤول الأميركي بالفكرة، لكنه رجح أن فرص إحراز تقدم بشأنها على المدى القريب "ضئيلة نسبياً". وأوضح أن ذلك يعزى جزئياً إلى معارضة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تدخل السلطة الفلسطينية في غزة، وحل الدولتين.
ولفت موقع "أكسيوس" إلى أن وزارة الخارجية المصرية لم ترد على الفور بشأن طلب للتعليق على المقترح الإسرائيلي، ورد المسؤول الأميركي. |