عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/
ترأس غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو القداس في كابيلا مار توما الرسول للمعهد الكهنوتي البطريركي بعنكاوا / اربيل، مساء يوم الخميس 22 آب 2024 بمناسبة مرور 50 سنة على وفاة الأب يوسف اومي الدومنيكي، مدير معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل، وقد حضره الأساقفة والآباء الكهنة المشاركون في الرياضة الروحية مع بعض الكهنة الآخرين وبعض المؤمنين.
واليكم موعظة غبطة البطريرك:
نستذكر في هذا القداس الذكرى الخمسين لانتقال الأب يوسف اومي الى السماء، ونستذكر معه كل الآباء الدومنيكان الذين عملوا في المعهد الكهنوتي مار يوحنا الحبيب بالموصل: الآباء ريشارد وفريات وامودري ولاشيز وفانسن، واتيين وخليل قوجحصارلي وعتيشا ومريكو … ونشكر الارسالية الدومنيكية على ما قدمته لكنيسة العراق من الكلدان والسريان.. لقد خلقوا نهضة كنسية. ففي زمان الأب اومي وحده تخرج 90 كاهنا من الكنيستين.. ومن بينهم علماء وأساقفة … عمل هؤلاء الاباء على تنشئة الاكليريكيين تنشئة كهنوتية شاملة وراسخة، تمكنهم من القيام برسالتهم الراعوية على أحسن وجه. التربية كانت انذاك صارمة لا تدفئة ولا تبريد ولا .. لكن ربَّتنا.
اود ان اجمع شظايا ذاكرتي خلال الخمسين سنة. عرفتُ الأب يوسف اومي كمدير لفترة عشر سنوات، وكان مرشدي الروحي، واني ممتن له كما إخوتي الآخرون: المطران يوسف توما والاباء بيّوس عفاص وجبرائيل شمامي وصبري داود، الذين معنا في هذا القداس والآخرون المنتشرون في العالم كهنة وعلمانيين ملتزمين.
الأب يوسف اومي ببساطة كان انسانيا وراهبا مُكرَّسا ومُتجرّدا ومُحبا. كان كاهناً بحسب قلب الرب. فهم ان رسالته الكهنوتية هي رسالة المسيح نفسه وسعى لتجسيدها في واقع حياة المعهد. كان رجل صلاة. كم مرة شاهدته في مصلى المعهد ينفرد للصلاة. فضلاً عن كونه مُربيا ومُرشدا ومُرافقا ومُديرا، بقي أباً لنا جميعاً حاضراً دوماً بيننا بابتسامته. كنا نندهش من فرحته الواضحة، ونشعر بهالة نور المحبة والاخلاص على وجهه. كان وجهه المُحِب ينطق ويشجع ويرفع معنوياتنا او يعاتب. اتذكر عندما كان يشاهد احدنا تعباً متجهماً، يقترب منه ويسأله ماذا بك يا ابني؟ ثم اتذكر الارشادات الروحية الجماعية والعِظات القصيرة المفعمة بالايمان .
رجل مناضل في الاوقات الصعبة، يتحدى المشاكل بصبر وعزم وإصرار. شخصية متميزة لها كاريزما خاصة… متجدّد بحسب تعليمات المجمع الفاتيكاني الذي عاصره وعاصرناه… لم يكن ابداً منغلقاً .
اليوم نحن اساقفة وكهنة في رياضة روحية، شعبنا بأمَسّ الحاجة الى اساقفة وكهنة مثل الأب يوسف اومي ورفاقه، اساقفة وكهنة ممتلئين من روح الله، وليس من ذاتهم وطموحاتهم: “عملهم نقل الإنجيل إلى العالم وبنيان الكنيسة باسم المسيح نفسه الرأس والراعي تلك هي الطريقة المميّزة والخاصة التي بها يشترك المرسومون كهنة، في كهنوت المسيح” الارشاد الرسولي اعطيكم رعاة ليوحنا بولس الثاني رقم 15).
من أجل ذلك نحن بحاجة الى اساقفة وكهنة يعرفون ان يعيشوا كلمة الله روحاً وحقاً، وبصدق وتواضع. اساقفة كهنة رحماء يشعرون بألم الآخرين ويخففون عنهم خصوصاً في هذه الظروف الصعبة والمعقدة.
حضور الله في حياتنا اليومية ينقذنا من التشتت والتبعثر والانقسام وكل من يسعى لتقسيم الكنيسة هو خاسر لا محالة. يقول الانجيل: “حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِي فَهُنَاكَ أَكُونُ فِي وَسْطِهِمْ” (متى 18/ 20). هذا الحضور الالهي في داخلنا يساعدنا ان نكون متيقّضين ومنتبهين، ساهرين على رعايانا عوضاً عن الانشغال بأمور اخرى. الشكر لله على كل النعم التي أنعمها على الكنيسة من خلال خدمة الأب يوسف اومي الدومنيكي.
ولد في فرنسا في 4 شباط 1902، ورُسم كاهناً في 25 تموز 1925، وعاش في الموصل من سنة 1928 حتى وفاته في 22 اب 1974. وقد رُسِمتُ كاهناً قبل وفاته بثلاثة أشهر.
الراحة الدائمة اعطِه يا رب ونورك الأبدي ليشرق عليه.
|