قناة عشتار الفضائية
 

من طهران إلى الرباط... ستّة كرادلة تحت قبّة السيستين في الفاتيكان

عشتارتيفي كوم- آسي مينا/

 

بقلم: سهيل لاوند

روما, الجمعة 2 مايو، 2025

 

مع اقتراب انعقاد الكونكلاف في كابيلا سيستين الفاتيكانيّة لاختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، يبرز حضور ستة كرادلة يخدمون حاليًّا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع أربعة آخرين من الكنائس الشرقية، يشاركون في انتخاب الحبر الأعظم الجديد، في ظلّ إمكان انتخاب أحدهم خليفة للقدّيس بطرس.

يعكس هذا الواقع عمق التحول في قلب الكنيسة الكاثوليكية بتوجهها نحو تمثيل أوسع لمجتمع الأطراف، وحرصها على مواكبة التحديات الروحية والإنسانية التي تشهدها من عنف سياسي، مرورًا بالحاجة الملحّة إلى الحوار بين الأديان، وصولًا إلى دعم الفقراء والمهمشين.

لويس ساكو (العراق)

وُلد في العراق عام 1948. أصبح بطريركًا للكلدان الكاثوليك عام 2013، وفي 28 حزيران/يونيو 2018، عُين كاردينالًا. يُعدّ من الأصوات اللاهوتية المؤثرة في تقييم تاريخ كنيسة المشرق بعيدًا من التجاذبات القومية، كونه من أنصار الحركة المسكونية والعمل على وحدة الكنيسة. وقد واجه في السنوات الأخيرة تحديات عدة سواء في داخل كنيسته أم في علاقته ببعض الشخصيات السياسية العراقية.

بييرباتيستا بيتسابالا (القدس)

ولد في إيطاليا عام 1965، وانضم إلى رهبانية الإخوة الأصاغر. في سنّ الـ39 عُيّن حارسًا للأراضي المقدّسة. أُعلن بطريركًا للاتين في القدس عام 2020، ثم أُعطيَ لقب كاردينال في 30 سبتمبر/أيلول 2023. يُعرف بتفانيه في رعاية مؤمنيه، وبتصريحاته الحازمة دفاعًا عن الكنيسة وأبنائها عند تعرضهم لأي اعتداء.

ماريو زيناري (سوريا)

وُلد في إيطاليا عام 1946. عُين سفيرًا بابويًّا في سوريا عام 2008 (حتى اليوم). أُعطي قبّعة الكارديناليّة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2016. ويُعدّ تعيين سفير بابوي كاردينالًا خطوة غير معتادة، ما يُبرز الثقة الاستثنائية الممنوحة له من البابا فرنسيس. عمل على تعزيز الحياة المكرسة في سوريا، وسعى إلى إيصال معاناة الشعب السوري إلى المحافل الدولية.

دومينيك ماتيو (إيران)

ولد في بلجيكا عام 1963. انضمّ إلى رهبانية الأخوة الأصاغر الديريّين. وصل إلى لبنان عام 2013، وعُيِّن رئيسًا لأساقفة طهران وأصفهان. يُعرف بخبرته في الحوار بين الأديان وتعاطفه مع قضايا العالم الإسلامي، وبدعواته المتكررة لقادة العالم إلى نبذ «سياسة الهيمنة». صار كاردينالًا في 7 ديسمبر/كانون الأول 2024.

جان بول فيسكو (الجزائر)

ولد في فرنسا عام 1962. أكمل دراسته في القدس قبل انتقاله إلى الجزائر، وأسهم في إعادة الحضور الدومينيكي إلى أبرشية وهران، وهو اليوم رئيس أساقفة الجزائر. في 7 ديسمبر/كانون الأول 2024، جعله البابا فرنسيس كاردينالًا. يُعرف بآرائه التقدمية، لا سيما في ما يتعلق بالأسرة والمرأة، وهو من أشد الدعاة إلى الحوار بين الأديان، ونبذ الحروب، منها حرب غزة. وفي خطوة غير مألوفة، منحه الرئيس الجزائري الجنسية الجزائرية عام 2023.

كريستوبال لوبيز روميرو (المغرب)

وُلد في إسبانيا عام 1952 وانضم إلى الرهبانية السالزيانية. أصبح رئيسًا لأساقفة الرباط عام 2018. كان في مقدمة مستقبلي البابا فرنسيس خلال زيارته المغرب في العام التالي، وهو العام الذي أصبح فيه كاردينالًا (5 أكتوبر/تشرين الأول 2019). تشمل رعيته مؤمنين من 100 جنسية مختلفة، وهو منفتح على العمل المسكوني والحوار بين الأديان. يعتبر أنّ الهجرة نتيجة لمشكلات عميقة لا أزمة في ذاتها، وقد اقترح عقد سينودس خاص بها.

آخرون من الكنائس الشرقيّة

بالإضافة إلى الأسماء السابقة، يحضر الكونكلاف أربعة كرادلة لا يخدمون في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بل هم من الكنائس الشرقية. فمن الهند يصل باسيليوس إقليميس كاثوليكوس من الكنيسة السريانية الكاثوليكية الملنكارية، وجورج يعقوب كوفاكاد رئيس دائرة الحوار بين الأديان الفاتيكانية. ويشارك أيضًا في المجمع السرّي الانتخابي برهانيّسوس ديميرو سورافيل رئيس أساقفة أديس أبابا الإثيوبيّة، وميكولا بيتشوك أسقف أبرشية القديسَيْن بطرس وبولس الرومية الكاثوليكية الأوكرانيّة في ملبورن-أستراليا.

ومن المثير للاهتمام وجود كرادلة في الكونكلاف ولدوا في العالم العربي مثل دومينيك مامبِرتي المولود في مراكش (المغرب)، ورئيس أساقفة مارسيليا (فرنسا) جان مارك أفيلين المولود في سيدي بلعباس-الجزائر. إضافةً إلى رئيس أساقفة سانتياغو (تشيلي) فرناندو ناتاليو شومالي غريب وهو من أصول فلسطينية.