عند الساعة السابعة وثلاث وعشرين دقيقة مساءً، وبعد مرور أكثر من ساعة بقليل على صدور الدخان الأبيض عند الساعة السادسة وسبع دقائق مساءً، والذي أعلن انتخابه، خرج البابا الجديد، لاوون الرابع عشر، إلى الشرفة الرئيسية في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان، ليُحيّي مدينة روما والعالم بأسره بهذا النداء: السلام معكم جميعًا! أيها الإخوة والأخوات الأحبّاء، هذه هي أول تحية للمسيح القائم من بين الأموات، الراعي الصالح الذي بذل حياته في سبيل قطيع الله. وأرغب بدوري أن تدخل هذه التحية المفعمة بالسلام إلى قلوبكم، وأن تبلغ بيوتكم، وكل إنسان أينما كان، إلى جميع الشعوب، إلى كل أرجاء الأرض. السلام معكم جميعًا.
تابع البابا لاوُن الرابع عشر يقول هذا هو سلام المسيح القائم، سلام أعزل، وسلام ينزع السلاح؛ سلام متواضع وثابت. إنه سلام من عند الله، الله الذي يحبنا جميعًا بدون شروط. لا تزال آذاننا تحفظ ذلك الصوت الضعيف ولكن الشجاع دومًا، صوت البابا فرنسيس وهو يبارك روما! ذلك البابا الذي بارك روما، كان يبارك العالم أجمع، صباح يوم القيامة. اسمحوا لي أن أُتابع تلك البركة عينها: الله يحبنا، الله يحبكم جميعًا، والشر لن ينتصر! نحن جميعًا بين يدي الله. فلنسر معًا، بدون خوف، يدًا بيد مع الله ومع بعضنا البعض. نحن تلاميذ المسيح، والمسيح يسبقنا في الطريق. إنَّ العالم يحتاج إلى نوره، والبشرية تحتاج إليه كجسر يوصلها إلى الله ومحبّته. ساعدونا أنتم أيضًا، وساعدوا بعضكم البعض على بناء الجسور، بالحوار، باللقاء، بالوحدة، لكي نكون شعبًا واحدًا يعيش في سلام دائم. شكرًا للبابا فرنسيس!
أضاف البابا لاوُن الرابع عشر يقول وأود أن أشكر أيضًا جميع إخوتي الكرادلة الذين اختاروني لأكون خليفة للقديس بطرس، وأسير معكم ككنيسة واحدة تسعى دومًا إلى السلام والعدل، وتعمل كرجال ونساء أمناء ليسوع المسيح، بدون خوف، في إعلان الإنجيل، وفي أن نكون مرسلين. أنا ابن للقديس أوغسطينوس، راهب أوغسطيني، الذي قال: "معكم أنا مسيحي، ومن أجلكم أنا أسقف". بهذا المعنى يمكننا جميعًا أن نسير معًا نحو الوطن الذي أعدّه الله لنا.
تابع البابا لاوُن الرابع عشر يقول إلى كنيسة روما أوجّه تحية خاصّة! يجب أن نبحث معًا كيف نكون كنيسة مرسلة، كنيسة تبني الجسور، كنيسة تسعى إلى الحوار، كنيسة منفتحة دائمًا على الاستقبال، كهذه الساحة التي تفتح ذراعيها للجميع. لكل من يحتاج إلى محبّتنا، إلى حضورنا، إلى الحوار وإلى المحبة. وإن سمحتم لي بكلمة، أود أن أوجه تحية إلى الجميع، وخاصة إلى أبرشيتي العزيزة، شيكلايو، في البيرو، حيث رافق شعب أمين أسقفه، وشارك إيمانه، وقدم الكثير والكثير ليستمر كنيسة أمينة للمسيح. إلى جميعكم، أيها الإخوة والأخوات في روما، وفي إيطاليا، وفي جميع أنحاء العالم، نريد أن نكون كنيسة سينودسية، كنيسة تسير معًا، كنيسة تبحث دائمًا عن السلام، وتسعى دومًا إلى المحبة، وتحرص أن تكون قريبة خاصةً من المتألمين.
وخلص البابا لاوُن الرابع عشر إلى القول اليوم هو يوم التوسّل إلى العذراء مريم سيّدة بومباي. وأمّنا مريم ترغب دائمًا في السير معنا، وأن تكون قريبة منا، وتساعدنا بشفاعتها ومحبّتها. أود أن أرفع الصلاة معكم. لنصلِّ معًا من أجل هذه الرسالة الجديدة، ومن أجل الكنيسة جمعاء، ومن أجل السلام في العالم، ولنطلب هذه النعمة الخاصة من مريم، أمّنا.