عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: رومي الهبر
روما, الأحد 11 مايو، 2025
نشر الفاتيكان أمس الشعار الرسمي والعبارة الحبرية للبابا لاوون الرابع عشر، كاشفًا بذلك أولى الإشارات الرمزية التي يقدّمها الحبر الأعظم الجديد إلى الكنيسة والعالم. وكما درجت العادة مع بداية كلّ حبريّة، لا يكون اختيار الشعار والعبارة المرافقة له مجرّد تفصيل بروتوكولي، بل يعكس منظور البابا لهويّته الرعويّة ورسالته الكنسية.
يتكوّن الشعار من درع مقسومة إلى قسمين: يأتي القسم العلوي على خلفية زرقاء تتوسّطه زهرة زنبق بيضاء، وهي رمز تقليدي للنقاوة وللعذراء مريم وتعكس هنا بُعدًا مريميًّا واضحًا في روحانيّة البابا الجديد.
أما القسم السفلي، فيأتي على خلفية فاتحة وفيه رسم يرمز إلى روحانية القديس أغسطينوس، إذ يظهر كتاب مغلق تعلوه صورة قلب مثقوب بسهم في إشارة مباشرة إلى الخبرة التي عاشها القديس ولخّصها بنفسه في عبارته الشهيرة: جرحتَ قلبي بكلمتك.
كذلك، اختار الأب الأقدس الجديد شعارًا حبريًّا يستلهم بدوره التقليد الأغسطيني: «في الواحد، نكون واحدًا». وهي عبارة مقتبسة من شرح القديس أغسطينوس للمزمور 127، إذ يشرح قائلًا: «رغم أنّنا مسيحيون كثيرون، فإننا في المسيح الواحد نُشكّل واحدًا». بهذا الشعار، يؤكّد البابا لاوون الرابع عشر التزامه وحدة الكنيسة في تنوّعها، وانطلاقه من رؤية لاهوتية ترى في المسيح نقطة التقاء تتخطّى الانقسامات.
زيارات خارج أسوار الفاتيكان
في أولى زياراته خارج أسوار الفاتيكان، اختار البابا لاوون الرابع عشر التوجّه إلى مزار «أمّ المشورة الصالحة» في جينزانو، بلدة قريبة من روما، في لفتة تعبّر عن تقواه المريمية. وفي طريق العودة إلى الفاتيكان، توقّف في بازيليك القديسة مريم الكبرى، حيث أمضى وقتًا في الصلاة أمام ضريح البابا فرنسيس وأيقونة العذراء خلاص الشعب الروماني في مشهد حمل دلالات عاطفية وروحية عميقة، واستمراريّة صامتة بين عهدين.
|