عشتارتيفي كوم/
بيروت في 23/6/2025
أكّد حزب الاتحاد السرياني العالمي أنّ الاعتداء الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق يوم الأحد، هو جريمة وحشية تأتي في سياق ممنهج لترهيب المسيحيين وتهجيرهم من أرضهم، تمامًا كما حصل سابقًا في العراق، وخاصة سهل نينوى، ومناطق سورية عديدة.
وأشار الحزب في بيانه إلى أنّ اقتحام الكنيسة أثناء إقامة صلاة من أجل السلام، وإطلاق النار على المؤمنين، ثم تفجير أحد المهاجمين نفسه بين الجموع، يحوّل بيتًا من بيوت الله إلى ساحة مذبحة، ويؤكد أن قوى الظلام لا تزال تنفّذ مشروعًا خبيثًا لضرب الوجود المسيحي في المشرق.
وتابع الحزب: إنّ هذه الجريمة لم تأتِ من فراغ، بل تأتي نتيجة بيئة أمنية رخوة، وتراخٍ سياسي مرفوض، وصمت دولي مريب، يسهّل الاعتداء على دور العبادة، ويهدّد بإفراغ سوريا من مكوّنها المسيحي التاريخي.
وفي هذا السياق، لا نستبعد وجود دور للنظام الإيراني وفلول النظام البعثي في تحريك خلايا إرهابية نائمة بهدف زعزعة الاستقرار الأمني في المنطقة، ردًا على الضربات والخسائر الفادحة التي مني بها محورهم في الأسابيع الأخيرة. لقد أثبتت التجارب أن هذه الأطراف لا تتوانى عن استخدام الجماعات المتطرفة كأدوات تخريب، بهدف خلط الأوراق، وتوجيه رسائل دموية على حساب دماء الأبرياء. وندعو إلى فتح تحقيقات جدية في هذه الارتباطات، وكشف المتورطين إقليميًا ودوليًا.
وشدّد الحزب على أنّ المسيحيين ليسوا جالية عابرة في سوريا، بل هم أبناء الأرض، وجزء لا يتجزأ من نسيجها الحضاري والوطني، ولا يمكن السكوت بعد اليوم عن هذا الاستهداف المتكرر والمنهجي.
وأكد الحزب أنه يحمّل القوى الإرهابية ومموليها الإقليميين والدوليين كامل المسؤولية عن هذه الجريمة النكراء، كما يحمّل الحكومة السورية مسؤولية أمن رعاياها وضرورة التحرك الفوري لحماية الكنائس والأديرة والقرى المسيحية في مختلف المحافظات السورية.
وفي هذا الإطار، طالب حزب الاتحاد السرياني العالمي الحكومة السورية بـ:
أولاً: اتخاذ إجراءات أمنية عاجلة لحماية دور العبادة والمجتمعات المسيحية.
ثانيًا: الموافقة الفورية على تنظيم الحماية الذاتية من قبل شباب القرى والبلدات المسيحية، بالتنسيق الكامل مع الجهات الرسمية.
ثالثًا: فتح تحقيق شفاف في الجريمة وكشف الجهات المسؤولة عنها ومحاسبة المتورطين.
رابعًا: طرد كافة العناصر الغريبة من تشكيلات القوى العسكرية والأمنية السورية.
كما طالب الحزب المجتمع الدولي بـالخروج من حالة الصمت المتواطئ، واتخاذ خطوات عملية لحماية المسيحيين السوريين من التهجير والاقتلاع، ومنع تكرار سيناريو العراق في سوريا.
وختم الحزب بيانه بالتأكيد على أن دماء شهداء كنيسة مار إلياس لن تذهب سدى، بل ستكون منارة للصمود والمواجهة، ولن تثنينا عن التمسّك بحقنا في الوجود والحرية والكرامة على أرضنا التاريخية.
المجد للشهداء، والعار للقتلة وشركائهم. |