قناة عشتار الفضائية
 

مسيحيّو الشرق… إيمان وصمود رغم الاستهداف المؤلم

 

عشتار تيفي كوم – آسي مينا/

بقلم: جورجينا بهنام حبابه

إثر الهجوم الدمويّ الذي استهدف الأحد الماضي مصلّين في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في حيّ الدويلعة-دمشق، وأوقع قرابة 100 ضحيّة بين شهيدٍ وجريح، عادت إلى الأذهان وقائع مشابهة تعدّدت أماكنها، لكنّ ضحاياها كانوا دائمًا مسيحيّين أبرياء استشهدوا وهم يتضرّعون في كنائسهم إلى الله أن يمنح بلدانهم السلام والأمان.

سارع متابعون للأحداث إلى الربط بين هجوم كنيسة مار إلياس، ومجزرة كنيسة سيّدة النجاة للسريان الكاثوليك في العاصمة العراقيّة بغداد التي أسفرت عن سقوط عشرات الشهداء، على رأسهم الأبوان الشهيدان ثائر عبدال ووسيم القس بطرس، فضلًا عن عشرات الجرحى، عشيّة عيد جميع القدّيسين في 31 أكتوبر/تشرين الأوّل 2010.

وفيما تبنّى تنظيم «دولة العراق الإسلاميّة»، التابع لتنظيم القاعدة في العراق حينئذٍ مجزرة سيّدة النجاة، نسبت تقييمات أوّليّة لوزارة الداخليّة السوريّة تنفيذ هجوم كنيسة مار إلياس إلى تنظيم داعش الإرهابيّ، ليُعلِن لاحقًا «فصيل أنصار السنّة» تبنّيه الهجوم.

ويتصدّر العراق قائمة دول الشرق الأوسط في عدد الاعتداءات الإرهابيّة التي طالت كنائسه منذ 2003، ما تسبّب في انخفاضٍ ملحوظ في أعداد مسيحيّيه.

كنائس مصر في مرمى الإرهاب

في سياقٍ متّصل، استقبل مسيحيّو مصر عام 2011 بليلةٍ دامية تخلّلها تفجيرٌ انتحاريّ هزّ كنيسة القدّيسين للأقباط الأرثوذكس بالإسكندريّة، مخلِّفًا عشرات الضحايا بين شهيدٍ وجريح. قالت السلطات المصريّة في حينه إنّها «عمليّة إرهابيّة تحمل في طيّاتها تورّط أصابع خارجيّة».

وكان تنظيم «دولة العراق الإسلاميّة» وضع كنيسة القدّيسين وقرابة خمسين كنيسةٍ قبطيّة أخرى ضمن أهدافه، في بيانٍ أعقبَ إعلان مسؤوليّته عن هجوم سيّدة النجاة والمتضمِّن تهديدًا ووعيدًا للكنيسة القبطيّة.

وأوقع انفجارٌ مروِّع، بحسب وصف «هيومن رايتس ووتش»، عشرات الضحايا في مجمّع كاتدرائيّة الأقباط الأرثوذكس بالعبّاسيّة-القاهرة يوم 11 ديسمبر/كانون الأوّل 2016، فضلًا عن تفجيرات أخرى طالت كنائس عدّة في السنوات القليلة الماضية، سبقتها أعمال عنفٍ واعتداءات طائفيّة.

سيّدة النجاة في لبنان

جديرٌ بالذكر أنّ كنيسةً أخرى تحمل اسم سيّدة النجاة، وهي كنيسة مارونيّة بزوق مكايل (كسروان، جبل لبنان)، كانت عرضةً لتفجيرٍ طالها في 27 فبراير/شباط عام 1994، في أثناء قدّاس الأحد أيضًا، وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا.

وكان البطريرك المارونيّ حينئذٍ نصر الله صفير قد دعا السلطات إلى الحكم «بالحقّ والعدالة» وكشف الحقيقة الكاملة، مع تضارب الأنباء حول الجهة التي تقف وراء التفجير.

كذلك، شهدت سوريا في خلال سنوات الأحداث التي سبقت التغيير عام 2024 سلسلة أحداث مؤلمة طالت كنائس وأديرة ومؤمنين مسيحيّين، تناقصت في إثرها  أعدادهم بشكلٍ حادّ بعد أن كانوا يُشكّلون نسبة 10% من السكّان.

لم يكن تفجير كنيسة مار إلياس الاعتداء الأوّل الذي يستهدف مسيحيّي سوريا وكنائسهم، لكنّ رجاءهم بالله أن يكون الأخير.