قناة عشتار الفضائية
 

غبطة البطريرك يونان يحتفل بقداس عيد القديسَين مار بطرس ومار بولس - الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت

 

عشتارتيفي كوم- بطريركية السريان الكاثوليك/

 

في تمام الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الأحد 29 حزيران 2025، احتفل غبطة أبينا البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديسَين مار بطرس ومار بولس، رئيسَي الرسل، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.

    عاون غبطتَه المونسنيور حبيب مراد أمين سرّ البطريركية، بحضور ومشاركة جميع من المؤمنين.

    وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطة أبينا البطريرك عن "عيد القديسَين مار بطرس ومار بولس، رئيسَي الرسل، والمصادف اليوم في 29 حزيران، فمار بطرس نسمّيه هامة أي رأس الرسل، ومار بولس نسمّيه رسول الأمم. اشتهر هذان القديسان بأنّهما عرفا يسوع المسيح، مع أنّ بولس لم يكن من بين الرسل الإثني عشر، لكنّ يسوع ظهر له وهو على طريق دمشق ذاهب من اليهودية إلى دمشق كي يَشِيَ بالمسيحيين، والمسيحيون الأوائل الذين كانوا في دمشق هم يهود ارتدّوا ببشارة الرسل وأصبحوا مسيحيين واعتمدوا".

    ونوّه غبطته بأنّ "بولس الذي كان يدعى شاول، والشديد الحماس في الدفاع عن الديانة اليهودية، كان ذاهباً كي يَشِيَ بهؤلاء المسيحيين الأولين، وإذا بيسوع يظهر له على الطريق قائلاً: صعبٌ عليك أن ترفس المهماز، أي أن تقاومني. وفعلاً، لأنّ بولس صادق ومندفع، يدافع عن الإيمان، ارتدّ وأصبح ما نسمّيه رسول الامم، من أكبر الرسل، إذ بشّر في حوض البحر المتوسّط كلّه، أي من الشرق إلى إسبانيا، وتحمّل كلّ المشقّات حتّى الجلد والرجم. لكنّ الرب نجّاه، إلى أن سُجِنَ واستشهد في روما، واليوم في روما بازيليك مشهورة على اسم مار بولس".

    ولفت غبطته إلى أنّ "بطرس هو من أول الرسل الذين اختارهم يسوع، وكان صيّاداً، أي أنّه رجل بسيط جداً، عكس بولس الذي كان مثقَّفاً وهو من الفرّيسيين. بطرس يحبّ يسوع بشكل كبير جداً، حتّى أنّه لم يكن يستطيع أن يفهم قول يسوع بأنّ ابن البشر، الإله المتأنّس، سيتألّم ويموت ويقوم في اليوم الثالث. فمار بطرس كان يعتقد أنّ هذا الأمر يشكّل إهانة ليسوع، وهو المستعدّ دائماً كي يدافع عنه، لكنّ حماسه البشري قاده إلى أن ينكر يسوع خوفاً من الذين كانوا قد قبضوا عليه".

    وأشار غبطته إلى أنّنا "نتذكّر أنّه، حين شرح يسوع للتلاميذ أنّه سيقدّم ذاته في القربان المقدس كذبيحة، لم يصدّق بطرس ولا التلاميذ ذلك، إذ أنّه من الصعب أن نفهم هذا السرّ. فسأل يسوع تلاميذه عمّا إذا كانوا سيتركونه هم أيضاً لأنّهم لا يفهمون قوله؟ وهنا نرى بطرس يجاهر، باسم التلاميذ: إلى أين نذهب يا رب وكلام الحياة هو عندك؟ فمنذ أن اختاره يسوع، عبّر بطرس عن محبّته له وعن إيمانه وثقته به بأنّه هو المخلّص، كما سمعنا اليوم من إنجيل القديس متّى، حين، بإلهام من الله الآب، يعلن بطرس: أنت المسيح ابن الله الحيّ. هذا الإعلان ليس بالسهل التفوُّه به. ففي أيّامنا هذه، نحتاج نحن أيضاً نعمة الرب كي نقبل سرّ التجسُّد، أنّ ابن الله، كلمة الله، يتأنّس في أحشاء مريم العذراء، ويخلّصنا بآلامه وموته وقيامته".

    وختم غبطته موعظته مبتهلاً "بالصلاة إلى الرب يسوع من أجل جميع المدعوين باسم بطرس وبولس، ومن أجل آباء السينودس المقدس الذين سيعقدون اجتماعهم السنوي هذا الأسبوع في روما، ومن أجل جميع كنائسنا ورعايانا في كلّ مكان، إكليروساً ومؤمنين، كي ندرك، على غرار مار بطرس ومار بولس، أنّ يسوع هو الإله المخلّص لجميعنا، ونحيا على الدوام الأمانة له وللكنيسة".