قناة عشتار الفضائية
 

رئيس أساقفة إزمير يأمل بأن يقوم البابا لاون الرابع عشر بزيارة تركيا في نوفمبر المقبل

 

عشتارتيفي كوم- فاتيكان نيوز/

 

في وقت يستعد فيه المسيحيون لإحياء الذكرى المئوية السابعة عشرة لمجمع نيقيا الذي التأم في العام ٣٢٥، أجرت وكالة الأنباء الكنسية فيديس مقابلة مع المطران مارتين كميتيك، رئيس أساقفة إزمير ورئيس مجلس أساقفة تركيا الذي لفت إلى أن الكنيسة في تركيا تنتظر زيارة للبابا لاون الرابع عشر إلى منطقة نيقيا التي هي مكان يُلهم الشهادة للإيمان.

استهل سيادته حديثه متوقفاً عند زيارات الحج الذي ستُنظم إلى نيقيا لتلك المناسبة، وسيشارك فيه مؤمنون من إزمير، إسطنبول، وباقي الأبرشيات التركية، بالإضافة إلى حجاج وسياح ستوافدون من خارج البلاد، موضحا أن الجماعة المسيحية المحلية تنتظر تأكيد زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى نيقيا إحياء لتلك المناسبة الكنسية الهامة، وقال إن زيارة من هذا النوع ستكون مصدر فرح ونعمة ليس بالنسبة للمؤمنين المحليين وحسب إنما بالنسبة لتركيا كلها.

ويضيف المطران كميتيك أن الاحتفال بهذه الذكرى أثار اهتماما كبيرا وسط الجماعة المسيحية في تركيا، ودفعها إلى التعمق في تاريخ الكنيسة في المنطقة. وقال: "إننا نتأمل اليوم في كنز الإيمان الذي تسلمناه من نيقيا ونحن مدعوون إلى قبوله، من أجل حفظه وعيشه في حياتنا اليومية". هذا وأشار رئيس الأساقفة إلى أن هذه الذكرى تحتفل بها أيضا الكنيسة الأرثوذكسية، "وهي بالتالي تشكل فرصة للحوار المسكوني وللوحدة". وتوقف بعدها عند منتدى مسكوني عُقد مؤخرا في أنطاليا تحت عنوان "الانطلاق من نيقيا"، وقد شارك فيه. وقال بهذا الصدد: إني وجدتُ أن العنوان والمنظور مهمان للغاية، لأنهما ساعدانا على التركيز على مضمون الإيمان الذي نعلنه ونعيشه، أي التأمل في تجسد المسيح، الذي يعبر عن عطية طبيعته الإلهية والبشرية. ولفت إلى أن العطية التي وُهبت لنا هي الفداء: ونحن اليوم مدعوون لحفظ هذه العطية ولإعلانها للعالم كمسيحيين، كاثوليك وأرثوذكس على حد سواء.

تابع الأسقف التركي حديثه لوكالة فيديس للأنباء قائلا إن نيقيا ليست فقط مكانا للتأمل اللاهوتي، وأوضح أن ذلك المجمع كان أيضا ثمرة الشهادة العميقة للإيمان التي قدمها كثيرون ممن ضحوا بحياتهم من أجل الإيمان في القرون الثلاثة الأولى للمسيحية. وقد مهدت تلك الشهادة، وبطريقة ما، لنتائج ذلك المجمع. واعتبر أن تذكّر تلك الشهادة الإيمانية مسألة في غاية الأهمية في يومنا هذا، لأنها تلهمنا وتدعمنا في التحديات التي نواجهها.

في سياق حديثه عن زيارة رسولية محتملة للبابا لاون الرابع عشر إلى نيقيا – تزامنا مع الاحتفال بعيد القديس أندراوس في الثلاثين من تشرين الثاني نوفمبر المقبل – قال رئيس أساقفة إزمير إن زيارة من هذا النوع ستكون لحظة إيمان وشهادة للجماعة الكاثوليكية الصغيرة في تركيا، حيث يبلغ عدد المؤمنين الكاثوليك حوالي ستين ألف نسمة فقط، أي ما يعادل صفر فاصلة صفر سبعة بالمائة من مجموع عدد السكان، في بلد غالبية سكانه من المسلمين.

وقال المطران كميتيك: نحن ننتظر زيارة الحبر الأعظم إلى تركيا، مشيرا إلى أنه يتم الآن وضع اللمسات الأخيرة على جميع التفاصيل والاتفاقات بين الكرسي الرسولي وحكومة تركيا. وأضاف أن وفداً فاتيكانياً زار تركيا في شهر فبراير شباط الماضي تمهيدا للزيارة التي كان من المرتقب أن يقوم بها البابا فرنسيس، مؤكدا أن جميع المؤمنين يذكرون البابا الراحل في صلواتهم بمحبة وامتنان كبيرين، وهم يأملون اليوم، من أعماق قلوبهم، أن يتمكن البابا لاون الرابع عشر من إتمام تلك الزيارة. وقال: "نحن واثقون، فهناك مؤشرات إيجابية وكل شيء يسير على ما يرام". وأشار إلى إمكانية أن تكون زيارة البابا المحتملة إلى تركيا أول زيارة له خارج الأراضي الإيطالية منذ انتخابه على السدة البطرسية. وقال إن هذا الأمر سيكون حدثا عظيما للبلاد بأكملها، وأيضا لبطريركية القسطنطينية المسكونية.

وختم رئيس أساقفة إزمير حديثه لوكالة فيديس للأنباء معرباً عن تأثّره وتأثر المؤمنين العميق في التحية التي ألقاها الحبر الأعظم على الحشود في الساحة الفاتيكانية بعيد انتخابه عندما قال "السلام معكم" معتبرا أن البابا بريفوست منحنا وسيحمل إلينا السلام، ذلك السلام الذي هو عطية المسيح القائم من بين الأموات. وأضاف: "إننا نؤمن بأنه سيكون حساسا تجاه أوضاع العالم كله، وسيحمل كلمة سلام إلى عالم ممزق. إننا نصلي من أجله، لكي يعضده الروح القدس وينيره كأب وراعٍ وداعم لنا، كجماعة صغيرة في تركيا، كما للكنيسة الجامعة".

وكان بطريرك القسطنطينية المسكوني برتلماوس الأول قد زار الفاتيكان في العشرين من أيار مايو الفائت والتقى بالبابا لاون الرابع عشر، ولفت في حديث مع الصحفيين في أعقاب اللقاء إلى أن الحبر الأعظم عبر له عن رغبته في زيارة تركيا لإحياء ذكرى انعقاد مجمع نيقيا، وهي رغبة عبر عنها في أكثر من مناسبة البابا فرنسيس، على الرغم من مرضه، ولم يفقد الأمل في القيام بهذه الزيارة الهامة.