عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: سهيل لاوند
دمشق, الأربعاء 2 يوليو، 2025
منذ وقوع الهجوم الإرهابيّ الذي استهدف كنيسة مار إلياس في العاصمة السوريّة دمشق، تعمل بطريركيّة أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس على دعم عائلات الشهداء وتغطية تكاليف علاج المصابين. كذلك، يهبّ سوريّون مسيحيّون ومسلمون على السواء لتقديم العون للمتضرّرين.
في هذا الإطار، يبرز دور فريق «المبادرة السوريّة من القلب إلى القلب» الذي يعمل مُستلهمًا وصيّة السيّد المسيح: «أحبّوا بعضكم بعضًا كما أنا أحببتكم». وللوقوف على تفاصيل هذه المبادرة واستجابتها الفوريّة للمجزرة ضدّ الكنيسة، أجرت «آسي مينا» حديثًا خاصًّا مع المهندسة كاتيا أبو عسلة، مؤسِّسة المبادرة ومنسّقتها.
أوضحت أبو عسلة أنّ المبادرة انطلقت قبل نحو خمس سنوات، تزامنًا مع جائحة كورونا، وتضمّ اليوم 11 متطوّعًا من أبناء دمشق المسيحيّين المغتربين، إلى جانب 17 آخرين داخل العاصمة السوريّة، فضلًا عن كوادر طبّية وجهات أُخرى.
تتنوّع أنشطة فريق المبادرة وتشمل طيفًا واسعًا من الخدمات، خصوصًا في أوقات الأزمات الكبرى كالزلازل، أو المناسبات الدينيّة مثل عيدَي الميلاد والفصح، فتُقدَّم مساعدات غذائيّة وملابس للعائلات المحتاجة. إلّا أنّ التركيز الأساس للمبادرة يبقى في المجال الطبّي، عبر تغطية تكاليف التحاليل وتأمين الأدوية، لا سيّما أدوية السرطان الباهظة أو غير المتوفرة، وكذلك أدوية الأطفال الذين يُعانون قصور النموّ بسبب سوء التغذية. وتشمل الأنشطة أيضًا ورشات للأطفال لإعادة تدوير النفايات، تترافق مع جلسات دعم نفسيّ وتوزيع هدايا ومواد غذائيّة. كذلك، أطلِقَ في الآونة الأخيرة مشروع «بيت المونة» لدعم الأرامل.
وفي ما يتعلّق بالاستجابة السريعة للمجزرة التي استهدفت كنيسة مار إلياس، روت أبو عسلة: «في مساء يوم الجريمة، قرّر الفريق إطلاق حملة "أخوّة ومحبّة" بهدف زيارة العائلات المتضرّرة والصلاة معها، وتقديم سلّة مساعدات تشمل مواد غذائيّة ومنظّفات. هدفنا هو أن يشعر الأهالي بأنّنا إلى جانبهم، قلبًا وقالبًا. نُدرك أنّ الكلمات والمساعدات لا توازي حجم الألم أو التضحيات، لكنَّ إحساسنا بالمسؤوليّة تجاه ذوي الشهداء والمتألّمين من أجل المسيح، وفخرنا بهم، دَفَعانا إلى التحرّك».
وقالت: «استطعنا الوصول إلى 33 عائلة، ونُتابع حاليًّا العمل للوصول إلى 17 عائلة إضافيّة، ضمن هدفنا المتمثّل بتقديم الدعم لـ 50 عائلة، مع الاستعداد الكامل لزيادة العدد في حال الحاجة. وبخصوص الحملات التي كنّا نجريها قبل التفجير، ستكون للمتضرّرين الأولويّة في الاستفادة منها، لا سيّما مَن أصبحوا يُعانون إعاقة ما؛ فهناك على سبيل المثال أشخاص أصيبوا في بصرهم أو أطرافهم (التي بُترت)، فضلًا عن الصدمات النفسيّة. ثمّة طفلة لم تتمكّن حتّى اليوم من السمع والنطق».
وأشارت أبو عسلة إلى أنّ المبادرة تُنفَّذ برعاية مطران الأرمن الكاثوليك في دمشق جورج أسادوريان وبمساندة مباشرة من المونسنيور جورج باهي، فهما يُقدّمان الدعم الروحيّ واللوجستيّ للفريق، مشدّدةً على أنّ ما يُشكّل مصدر عزاء وراحة هو «وجودهما معنا في الزيارات وصلاتهما مع العائلات المصابة أو الثكلى».
ختامًا، أشادت أبو عسلة بـ«لجنة حيّ باب توما»، ممثّلة بالمسؤول عنها طوني شناعة والمحامي جورج اصطفان، إذ عملت في أثناء الزيارات على تأمين الحماية للفريق.
|