قناة عشتار الفضائية
 

حديقة "فايدة" الأثرية في قضاء سميل.. كنز آشوري يعود إلى عام 2700 قبل الميلاد

 

عشتارتيفي كوم- كوردستان24/

 

تقع حديقة "فايدة" الأثرية في قضاء سميل بمحافظة دهوك، وتُعد من أبرز المعالم التاريخية في إقليم كوردستان والعراق، إذ يعود تاريخها إلى عام 2700 قبل الميلاد، وتمتد على مساحة تُقدّر بنحو 102 هكتار. وتحتضن الحديقة 13 خريطة أثرية محفورة، إضافة إلى قناة ري بطول 10 كيلومترات، ما يجعلها شاهداً فريداً على تطور نظم الري والهندسة في العصور القديمة.

ويشير عالم الآثار كوفان إحسان إلى أن الموقع يعود إلى العصر الآشوري الحديث، إلا أن هوية الملك الذي أمر بإنشائه لا تزال غير مؤكدة بسبب تنوع النقوش التي تعود لفترات زمنية مختلفة. وتُرجّح الدراسات أن جزءاً من الموقع أُنشئ في عهد الملك تيغلاث بلصر الثالث (حوالي 825 قبل الميلاد)، بينما تعود أعمال التنقيب والإنشاء الواسعة فيه على الأرجح إلى عهد الملك سنحاريب، الذي أسّس واحدة من أعقد شبكات الري في منطقة بهدينان.

منذ عام 2003، وفّرت حكومة إقليم كوردستان بيئة داعمة للأعمال الأثرية، مما شجع البعثات العلمية الأجنبية والمنظمات الدولية على زيارة المنطقة والمشاركة في جهود الترميم والتنقيب، وهو ما ساهم في تسجيل أكثر من 2700 موقع أثري في محافظة دهوك حتى الآن.

وقال مدير آثار دهوك، بيكس بريفكاني، إن "فرقنا عملت خلال السنوات الماضية على ترميم وتنظيم العديد من المواقع الأثرية، بهدف تأهيلها لاستقبال الزوار والسياح، وتعريفهم بالإرث الثقافي والحضاري الغني للمنطقة". وأكد أن دهوك تحتضن مواقع فريدة تتميز بقيمتها التاريخية والثقافية، ما يجعلها وجهات سياحية واعدة على مستوى العراق والمنطقة.

وبحسب مديرية الآثار، تم خلال السنوات الخمس الماضية ترميم 64 موقعاً أثرياً في المحافظة، نُفذت 90% من أعمالها بدعم مباشر من حكومة الإقليم، فيما ساهمت القنصليات والجامعات الأجنبية والمنظمات الدولية في النسبة المتبقية.

وتسعى حكومة الإقليم إلى تعزيز استثمار هذه المواقع الأثرية عبر برامج الترميم والتأهيل، لجعلها مراكز جذب ثقافي وسياحي تُبرز غنى وتنوع الحضارات التي تعاقبت على أرض كوردستان.