قناة عشتار الفضائية
 

الكلدان في الولايات المتّحدة... أميركيّون مرتبطون بجذورهم العراقيّة

 

عشتار تيفي كوم - آسي مينا/

بقلم: جورجينا بهنام حبابه

شرعت هجرات الكلدان الأولى إلى الولايات المتّحدة الأميركيّة منذ بدايات القرن العشرين، لتستقرَّ غالبيّتهم في ولاية مشيغان. ومع تزايد أعدادهم، تعدّدت كنائسهم وواظبوا فيها على ممارسة طقوسهم، محافظين على تراثهم المشرقيّ.

سعت البطريركيّة الكلدانيّة لدى المَجْمَع الشرقيّ، بُغية تأسيس أبرشيّة تخدم كلدان أميركا. وبحلول عام 1982، وافقَ البابا يوحنّا بولس الثاني على تعيين إبراهيم إبراهيم أوّلَ مطرانٍ يرعى الإكسرخوسيّة الوليدة التي غدت عام 1985 أبرشيّة مار توما الرسول الكلدانيّة في الولايات المتحدة الأميركيّة كلّها.

أبرشيّتا مار توما ومار بطرس

يجتهد قرابة ثلاثين كاهنًا لخدمة مؤمني الأبرشيّة المتنامية البالغ عددهم اليوم قرابة مئتَي ألف كلدانيّ، في أبرشيّة يُمكن عدّها الكلدانيّة الأكبر في العالم، رغم ولادة أخرى مستقلّة من رحمها عام 2002 هي أبرشيّة بطرس الرسول الكلدانيّة في سان دييغو، لتخدم الأولى شرق الولايات الأميركيّة، والثانية غربها.

كنائس حيّة

إلى جانب كاتدرائيّة أمّ الله في مشيغان، للأبرشيّة كنائس: الصليب المقدّس، الشهداء، مار أدّاي، أمّ المعونة الدائمة، القلب الأقدس، مار كوركيس، مار يوسف، مار بولس، مار توما، وتتبعها أيضًا كنيستا مارت مريم ومار أفرام في إلينوي. ولها إرساليّتان في فلوريدا وماساتشوستس ودير الابتداء للراهبات بنات مريم الكلدانيّات في مشيغان.

أصالة ومواكبة

تُصلّي الأبرشيّة بحسب طقس كنيسة المشرق الكلدانيّة. وبينما كانت الصلوات الطقسيّة باللغة الأمّ صلة وصلٍ قويّة ربطت أجيال الكلدان الأولى بجذورهم، أدركت الأبرشيّة أهمّية ترجمة نصوص الصلوات، ملبّيةً حاجة الأجيال المتعاقبة لفهم صلواتها بلغةٍ متوازنة بين القديم والمعاصر وبمصطلحات نابعة من ثقافتها، فصار الاحتفال بالقداديس والرتَب بثلاث لغات: الإنجليزيّة والكلدانيّة والعربيّة، ليُواكب المؤمنون، بأجيالهم المختلفة، الاحتفال بالقدّاس ويفهموا معانيه.

أمام أجيال عدّة مُتتابعة من الكلدان معظمهم من أصولٍ عراقيّة، لكلّ جيل فكره وثقافته ولغته واحتياجاته الإيمانيّة، تسعى الأبرشيّة وإكليروسها إلى خدمة الجميع وفق مفاهيمهم ومتطلّباتهم.

الاختلاف شاسعٌ بين المولودين والناشئين في العراق ممَّن هاجروا إلى أميركا حاملين ثقافتهم وتراثهم ولغاتهم أيضًا، والأجيال اللاحقة من أبنائهم المولودين في المهجر بثقافة وعقليّة ولغة جديدة، معظمهم لا يعرف العربيّة ولا السورث، لغته الأمّ. وثمّة فارق أكبر بين المهاجرين في السنوات الخمس الأخيرة، فالأخيرون عراقيّون يسكنون أميركا، لم يتأقلموا أو يتماهوا مع المجتمع الجديد.

لا تقتصر نشاطات الأبرشيّة على الخدمات الروحيّة، إذ تتبنّى أيضًا الجمعيّة الخيريّة الكلدانيّة ومنظّمة «ساعدوا العراق-Help Iraq» التي تأسّست عقب أحداث داعش الإرهابيّ عام 2014 بغرض مساعدة المسيحيّين والأقلّيات الأخرى المضطهدين في الوطن. وتدعم برنامج «تبنّى عائلة لاجئة ADOPT A REFUGEE FAMILY» بالتعاون مع اليسوعيّين في لبنان والأردن، لمساعدة العائلات اللاجئة هناك. وتُقدّم عبر مركز إعادة التبشير الكاثوليكيّ الشرقيّ ECRC رسالة تعريف العالم بالمسيح، إلى جانب نشاطات رياضيّة وتثقيفيّة وترفيهيّة عدّة.