قناة عشتار الفضائية
 

مخدر أشد فتكا من الفنتانيل يقتل مئات من دون جلبة

 

عشتارتيفي كوم- اندبندنت/

 

كشف تقرير جديد عن أن مادة أفيونية غير معروفة نسبياً وخطرة تتسبب في قتل مئات الأشخاص، في وقت تسارع السلطات إلى تحذير الناس من هذا العقار.

وفي التفاصيل، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن المواد الأفيونية الاصطناعية المعروفة باسم نيتازين (النيتازينات) nitazenes، وهي أقوى من الفنتانيل ويأتي معظمها من الصين، تسببت في وفاة مئات الأشخاص في أوروبا، ويمكن حتى لكميات ضئيلة من هذا العقار أن تؤدي إلى جرعة زائدة مميتة.

وأفادت الصحيفة بأن مادة نيتازين المتداولة في الشوارع قد تكون أقوى بـ250 مرة من الهيروين، وأقوى بخمسة أضعاف من الفنتانيل. وعثر على هذه المادة الأفيونية ممزوجة بعدد من الأدوية، بما في ذلك الهيروين ومسكنات الألم المزيفة والأدوية المضادة للقلق.

وتنتشر حالياً مواد نيتازين في سياق أزمة المواد الأفيونية المستمرة في الولايات المتحدة، وفي وقت أثرت الأزمة في البلاد بأكملها، فقد أثرت أيضاً بصورة خاصة في ولاية فرجينيا الغربية ومجتمعات أخرى في جبال الأبالاش.  ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC، توفي أكثر من 800 ألف شخص بسبب جرعات زائدة من المواد الأفيونية في الولايات المتحدة بين 1999 و2023.

وفي سياق متصل، صرحت فاندا فيلباب - براون، وهي أحد كبار الباحثين في معهد بروكينغز، لصحيفة "وول ستريت جورنال": "لم يكن انتشار المواد الأفيونية الاصطناعية في الولايات المتحدة مدفوعاً بحركة الطلب، بل كان مدفوعاً في المجمل بالعرض [توفره بكميات كبيرة]"، وأضافت: "إذا تورطت مجموعات إجرامية كبيرة، مثل مجموعات المافيا الألبانية أو المجموعات الإجرامية التركية أو المجموعات الإيطالية أو المكسيكية، في توريد نيتازين إلى أوروبا على نطاق واسع، فيمكننا توقع كارثة صحية هائلة الحجم".

وفي هذا الإطار، حذرت إدارة مكافحة المخدرات الأميركية العام الماضي من أن عصابات المخدرات في المكسيك تستطيع "بسهولة" التوسل بعلاقاتها القائمة مع الموردين الصينيين لجلب المواد الأفيونية إلى الولايات المتحدة. مع ذلك، وحتى وقت إعداد التقرير، لم تكن السلطات المكسيكية ضبطت أية كميات من نيتازين أو خليط النيتازين-فنتانيل في المكسيك، وذكر التقرير أن 12 في المئة فقط من عينات النيتازين التي حللتها إدارة مكافحة المخدرات "جاءت من ولايات الحدود الجنوبية الغربية".

وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، أفادت السلطات الأميركية العام الماضي بأنها عثرت على نيتازين في ما لا يقل عن 4300 عملية مصادرة مخدرات منذ عام 2019.

وكشفت الصحيفة عن أن تحديد نوع الدواء قد يكون صعباً، نظراً إلى أن عدداً من اختبارات سمية الجرعات الزائدة لا تشمل نيتازين. ونتيجة لذلك، يرجح أن تكون مادة نيتازين أكثر انتشاراً بكثير مما تشير إليه الأرقام الرسمية، ومن المرجح أن يكون عدد الوفيات الحالي المعلن أقل من العدد الفعلي.

لم يصادق على نيتازين للاستخدام الطبي أبداً، وطورت المادة للمرة الأولى في سويسرا في خمسينيات القرن الماضي كبديل للمورفين، وفقاً لتقرير صادر عن لجنة البلدان الأميركية لمكافحة تعاطي المخدرات في سبتمبر (أيلول) 2024. وتعمل اللجنة تحت مظلة منظمة الدول الأميركية، وهي مجموعة تضم 34 دولة، من بينها الولايات المتحدة الأميركية وكندا والمكسيك.

وذكرت اللجنة في هذا السياق بأن المواد الأفيونية "انتشرت بصورة أوسع في سوق المخدرات غير المشروعة في أوروبا" عام 2019، ومنذ ذلك الحين رصدت هذه المخدرات في جميع قارات العالم تقريباً.

صرحت آن جاك من شمال ويلز لصحيفة "وول ستريت جورنال"، بأن ابنها توفي جراء جرعة زائدة من نيتازين عام 2023 وشرحت بأنها تشعر وكأنه "قتل".

وأبلغت السيدة آن جاك أن ابنها مغني أوبرا كان يتمتع بصحة جيدة، توفي جراء سكتة قلبية. وعندما عثرت الشرطة على أقراص زاناكس في غرفته، وعلى هاتفه دليل على أنه ربما اشترى الأقراص بطريقة غير مشروعة، بحثت عن مواد ملوثة في العقار وطلبت من الطبيب الشرعي إجراء فحص نيتازين.

وكشفت الصحيفة عن أنه بعد مرور سبعة أشهر على وفاة ابنها، قالت الشرطة للوالدة إن الدواء الذي تناوله ابنها ملوث بالأفيون، وأضافت: "تحتم علي تولي التحري بنفسي عن وفاة ابني".

وقالت فيكي ماركيويتش، المديرة التنفيذية لمنظمة شينج غرو ليف Change Grow Live، التي تعنى بعلاج الإدمان على المخدرات والكحول، لصحيفة "وول ستريت جورنال"، إن [تفشي] نيتازين قد يكون "أكبر أزمة صحية على المستوى العام للأشخاص الذين يستخدمون المخدرات في المملكة المتحدة، منذ أزمة الإيدز في الثمانينيات".