قناة عشتار الفضائية
 

حرائق ضخمة تلتهم غابات ومباني في فرنسا وإسبانيا

 

عشتارتيفي كوم- اندبندنت/

 

 قالت السلطات المحلية في منطقة أود بجنوب فرنسا اليوم الأربعاء إن شخصاً لقي حتفه نتيجة حريق غابات في المنطقة. وأضافت في بيان أن الحريق ينتشر "بسرعة كبيرة"، وأن 1820 رجل إطفاء يحاولون السيطرة عليه. وذكرت أن حوالي 2500 منزل في المنطقة بلا كهرباء.
كما أصيب تسعة أشخاص في الأقل بجروح من جراء حريق الغابات الذي اندلع في جنوب فرنسا عصر الثلاثاء وانتشر بسرعة استثنائية، إذ التهم حتى فجر اليوم الأربعاء، في غضون بضع ساعات، 10 آلاف هكتار من المساحات الخضراء وعدداً من المنازل.
وقالت السلطات في مقاطعة أود مساء أمس الثلاثاء، إن النيران المستعرة في سلسلة جبال كوربيير أسفرت عن إصابة تسعة أشخاص بجروح، أحدهم "بحالة حرجة من جراء إصابته بحروق خطرة".
ومنذ اندلاعه بعيد الساعة الرابعة عصراً (14:00 ت غ)، يواصل الحريق الانتشار بسرعة كبيرة.
وحذرت السلطات من وصول النيران إلى الطريق السريع "إيه 9"، الذي يمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط ويربط فرنسا بإسبانيا.
وأغلقت السلطات الطريق بين مدينتي بربينيان وناربون، وأخلت احترازياً موقعين للتخييم في بلدة "لا بالم" السياحية من نحو 500 مصطاف.
ومساء الثلاثاء، أججت رياح عاتية النيران لينتقل بذلك الحريق من الغابات إلى الأحراش، وصولا إلى قرية سان لوران دو لا كابروريس، بالقرب من كاركاسون، حيث احترقت بعض المنازل.
وعلى منصة "إكس"، وجه الرئيس إيمانويل ماكرون رسالة دعم لفرق الإطفاء والمنكوبين.
وقال ماكرون إن "كل إمكانات الأمة قد جرى تسخيرها" لمواجهة هذا الحريق، داعياً السكان إلى التزام "أقصى درجات الحذر".

 

حرائق في إسبانيا

 إلى ذلك أعلنت السلطات الإسبانية أنها أخلت سبعة فنادق وموقعين للتخييم من روادها بسبب حريق اندلع الثلاثاء في غابة بمنتجع تاريفا الساحلي في أقصى جنوب البلاد، وقال وزير الداخلية في حكومة إقليم أندلوسيا أنطونيو سانز للصحافيين، "لقد اضطررنا إلى إخلاء عدد كبير من الأشخاص بسرعة، إضافة إلى أكثر من 5 آلاف سيارة في وقت قياسي".
وذكر الوزير في حكومة الإقليم أسماء سبعة فنادق ومخيمين في الأقل أخليت، بسبب الحريق الذي تشارك 17 طائرة ومروحية في جهود إخماده.
وأقر سانز بأن السيطرة على الحريق لم تتم بعد، و"الوضع لا يزال معقداً".
وبحسب قناة "تي في إي" التلفزيونية العامة فإن الحريق اندلع في عربة تخييم داخل مخيم في جبل "لا بينيا"، الواقع على بعد بضعة كيلومترات من تاريفا.
وقالت القناة التلفزيونية إن الحريق انتشر بسرعة بسبب الرياح العاتية التي تشتهر بها هذه المنطقة المشرفة على مضيق جبل طارق، وأعلنت خدمات الطوارئ في المنطقة أنها أغلقت لمسافة تسعة كيلومترات الطريق الرئيس الممتد على طول الساحل.
وتشهد إسبانيا منذ مطلع الأسبوع موجة حر شديدة، وحذرت هيئة الحماية المدنية الإسبانية أمس الثلاثاء من أن خطر الحرائق "لا يزال مرتفعاً للغاية وقد بلغ أقصاه في جزء كبير من البلاد".

 

موجة حر في الدول الإسكندينافية

في السياق خيبت موجة الحر التي شهدتها الدول الإسكندنافية في يوليو (تموز) الماضي، آمال آلاف من زوار الصيف الذين جاؤوا إلى هذه المنطقة من العالم سعياً إلى بعض الانتعاش، وخيبة الأمل هذه قد تتكرر تحت تأثير التغير المناخي.
في السنوات الأخيرة، ازدهرت السياحة في الدول الإسكندنافية وفنلندا، مدفوعة بمفهوم "العطلات الباردة "(coolcation)  الذي يقوم على هرب السياح من موجات الحر في بلدان البحر المتوسط باتجاه مناطق ذات طقس أكثر اعتدالاً في الشمال.
ويدعم هذا التوجه حملات تسويقية من جهات متخصصة، بينها مجلس السياحة النرويجي الذي يتفاخر على موقعه الإلكتروني بصيف "بارد بصورة رائعة" مع درجات حرارة تتراوح "بصورة عامة" بين 12 و23 درجة مئوية.
إلا أن ارتفاع درجات الحرارة المسجلة في المنطقة في يوليو خالف التوقعات.
فقد أعلن المعهد الفنلندي للأرصاد الجوية أول من أمس الإثنين، أن يوم الأحد "أنهى فترة استمرت 22 يوماً متتالياً تجاوزت فيها درجات الحرارة 30 درجة مئوية في فنلندا".
وأكد المعهد أن "هذه أطول فترة من نوعها، منذ بدء تسجيل درجات الحرارة عام 1961".
وبحسب نظيره النروجي، كان يوليو الماضي ثالث أكثر الشهور حرارة في النروج منذ عام 1901، بعد أن تجاوزت الحرارة المعدل الموسمي بمقدار 2.8 درجة مئوية، وأصبح ما يسمى بالليالي "الاستوائية" أمراً شائعاً، إذ تبقى درجة الحرارة فوق 20 درجة مئوية.