عشتارتيفي كوم- العربية نت/
تشهد المملكة المتحدة ارتفاعاً حاداً في حالات الإصابة ببكتيريا "مارسا" MRSA (المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلن) خارج نطاق المستشفيات.
إذ جرى حث البريطانيين على تجنب مشاركة الأغراض الشخصية مثل المناشف أو شفرات الحلاقة، ولا سيما في الصالات الرياضية ومراكز الترفيه حيث تنتشر هذه البكتيريا.
وتشير البيانات إلى إصابة 175 شخصاً بنفس العدوى بين يناير (كانون الثاني) ومارس (آذار) من العام الحالي، وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 47 في المئة مقارنة بـ119 حالة فقط سجلت في الفترة نفسها عام 2019.
وفي الوقت ذاته أخذت العدوى تنتشر بين فئة الشباب، فقد ظهر ما يقارب ربع الإصابات المجتمعية خلال عامي 2023–2024 لدى أشخاص تقل أعمارهم عن 45 سنة، بينما لم تتعد النسبة عشر الحالات فقط في الفترة ما بين 2007 و2008.
واعتبرت "وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة" UK Health Security Agency (UKHSA) [هيئة حكومية تنفيذية تتبع لوزارة الصحة مسؤولة عن حماية الصحة العامة ومكافحة الأمراض المعدية] بأنه من المبكر الجزم بما إذا كان هذا الارتفاع يعكس تحولاً دائماً، لكنها أكدت أن معدلات العدوى تخضع لمتابعة دقيقة.
فيما يلي تستعرض "اندبندنت" ماهية البكتيريا وأبرز أعراضها وطرق العلاج المتاحة:
ما هي بكتيريا "مارسا"؟
بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا، تعد بكتيريا "مارسا" نوعاً من الجراثيم التي تعيش عادة على سطح الجلد من دون أن تسبب أي ضرر.
لكن إذا تمكنت هذه البكتيريا من النفاذ إلى داخل الجسم، فإنها قد تسبب التهابات خطيرة تستوجب تدخلاً عاجلاً باستخدام المضادات الحيوية.
وتشير وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة إلى أن "مارسا" تتواجد بصورة طبيعية على جلد الإنسان وفي الأغشية المخاطية التي تغطي بعض الأعضاء وتجويفات الجسم، وفي معظم الأحيان لا تسبب أي أذى يذكر.
ولكن إذا وجدت طريقها إلى داخل الجسم عبر تشققات الجلد أو التدخلات الطبية، فقد تتحول إلى مصدر لمجموعة من الأمراض تتراوح بين إكزيما ملتهبة وخراجات، وصولاً إلى التهابات رئوية أو في المفاصل أو حتى في مجرى الدم.
وتوضح هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن معظم سلالات المكورات العنقودية المقاومة للميثيسيلن "مارسا" يمكن علاجها بالمضادات الحيوية التقليدية، غير أن بكتيريا مارسا تقاوم الميثيسيلين وغالباً ما تستلزم أدوية بديلة.
ما هي الأعراض؟
تؤكد هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن كثيراً من الأشخاص قد يحملون بكتيريا "مارسا" على جلودهم من دون أن تظهر عليهم أي أعراض، ولا تنشأ المشكلات إلا إذا تسببت البكتيريا في حدوث التهاب.
وبحسب هيئة الخدمات الصحية البريطانية، فإن مؤشرات الإصابة الجلدية بالالتهاب قد تشمل:
ألماً وبقعاً متورمة في الجلد
إحساساً بالحرارة في المنطقة المصابة
خروج صديد أو إفرازات سائلة
احمرار الجلد (وقد يكون من الصعب ملاحظته على البشرة الداكنة)
وإذا امتدت العدوى إلى أعماق الجسم، فقد تسبب أعراضاً أشد خطورة مثل:
ارتفاع في درجة الحرارة
قشعريرة
دوار أو ارتباك ذهني
صعوبة في التنفس
كيف يمكن علاجها؟
يرتبط أسلوب العلاج بشدة الالتهاب؛ ففي الحالات البسيطة قد يكفي اللجوء إلى مضادات حيوية تعطى على شكل أقراص، بحسب ما أوضحت هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
أما في الحالات الأشد خطورة فقد تستدعي العدوى تلقي العلاج داخل المستشفى، وغالباً ما يتضمن ذلك إعطاء مضادات حيوية عن طريق الحقن أو من خلال محلول وريدي. وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، قد يستمر العلاج بالمضادات الحيوية من بضعة أيام وحتى عدة أشهر، تبعاً لحدة الإصابة.
وفي حال تكون خراجات أو تجمعات صديدية، قد يكون التدخل الجراحي ضرورياً لتصريف الصديد من المنطقة المصابة.
ما هي سبل الوقاية؟
تشير هيئة الخدمات الصحية الوطنية إلى أن خطر الإصابة بعدوى "مارسا" يكون أعلى لدى المرضى المقيمين في المستشفيات أو دور الرعاية، خصوصاً أولئك الذين يخضعون لعمليات جراحية.
وتشدد الهيئة على الزائرين ضرورة الالتزام بقواعد النظافة الصارمة، وعلى رأسها الحرص على تنظيف الأيدي بالماء والصابون أو باستخدام المعقمات.
أما انتشار العدوى خارج المستشفيات ودور الرعاية، فيمكن الحد منه عبر اتباع ممارسات النظافة اليومية مثل:
غسل اليدين بانتظام
تجنب مشاركة المناشف أو شفرات الحلاقة أو أي أدوات شخصية
الحفاظ على نظافة الجروح والخدوش وتغطيتها جيداً
وبحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، قد يخضع المريض قبل العملية الجراحية لفحص خاص للكشف عن البكتيريا، ويتم ذلك عبر أخذ مسحات من الأنف أو الفم أو منطقة الأُربية. وفي حال ثبوت وجودها، يُعطى المريض عادة دورة علاجية قصيرة تتضمن كريماً ومحلول شعر وغسول جسم مضاد للبكتيريا، وذلك لضمان التخلص منها قبل إجراء الجراحة.
من هم الأكثر عرضة للإصابة؟
توضح هيئة الخدمات الصحية الوطنية أن عدوى "مارسا" قد تصيب أي شخص، غير أن بعض الفئات أكثر عرضة للخطر، ومن بينهم:
من يمضون فترات طويلة في المستشفى بسبب حالات مرضية خطيرة
من لديهم جروح أو شقوق جراحية أو حروق أو قساطر وريدية
من يعانون ضعفاً في جهاز المناعة نتيجة أمراض مثل فيروس نقص المناعة البشرية أو بسبب علاجات كالعلاج الكيميائي
وعلى رغم أن معظم أنواع العدوى يمكن علاجها، تحذر وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة من أن السلالات المقاومة مثل "مارسا" تشكل تحدياً أكبر، ما يجعل الوقاية والمراقبة المستمرة أمراً بالغ الأهمية.
|