عشتارتيفي كوم- العرب/
أصدر الجيش الإسرائيلي أمراً، الجمعة، بإخلاء مدينة غزة فوراً، محذراً السكان من "خطورة البقاء" داخلها، فيما تستعد مئات الدبابات وناقلات الجند المدرعة لبدء اجتياح المدينة برياً، بحسب تقارير إسرائيلية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الجمعة، أن "أكثر السيناريوهات تفاؤلاً لدى الجيش الإسرائيلي، تتوقع انتهاء العملية بحلول يناير 2026"، مشددة على أنه "يجب التعامل مع أي جدول زمني بحذر حتى لو صدر عن الجيش".
وأضافت أنه من المتوقع اجتياح مئات ناقلات الجند المدرعة والدبابات وجرافات D9 قريباً الحقول في محيط شمال غزة، قرب عسقلان، لافتة إلى أن أولى أرتال المدرعات التابعة للفرقتين 98 و162 ستعبر المنطقة العازلة الجديدة التي أنشأها الجيش الإسرائيلي داخل حدود غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن الجنود الإسرائيليين تدربوا في الأيام الأخيرة على تقنيات قتال جديدة تشمل "تدمير المباني من دون دخولها، وتجنب التعرض للكمائن، والتقدم عبر الأنقاض التي يستخدمها مقاتلو حماس كغطاء".
وذكرت أن القوات الإسرائيلية ستضم العديد ممن لم تطأ أقدامهم غزة من قبل، إذ يتواجد مجندون كانوا لا يزالون في المدرسة الثانوية في 7 أكتوبر 2023، لافتة إلى أنهم تدربوا على جزء بسيط من الأساليب الجديدة.
أوامر بإخلاء مدينة غزة
وأمر الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بإخلاء مدينة غزة، قائلاً إن البقاء فيها "أمر في غاية الخطورة" وحدد عدة مناطق في جنوب القطاع للتحرك إليها.
ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الجمعة، قائمة بمناطق زعم أنه يمكن لأهالي مدينة غزة النزوح إليها، وهي: النصيرات، البريج، الزوايدة، المغازي، غرب المصدر، دير البلح، القرارة 6 و7، وأحياء المواصي والجلاء والنصر والتحرير في خان يونس، وغرب حي الأمل وغرب حي بطن السمين وغرب حي قيزان أبو رشوان في خان يونس.
نازحون يعودون إلى مدينة غزة
وقال سكان في قطاع غزة لرويترز إن الأوضاع المزرية في المخيمات الساحلية المكتظة بالنازحين الفلسطينيين في قطاع غزة دفعت بعض ممن نزحوا خلال الأيام القليلة الماضية من مدينة غزة بسبب الهجوم الإسرائيلي الجديد عليها إلى العودة إلى المدينة التي تكابد المجاعة وتتعرض للقصف.
وقالت منظمات إغاثة إن النازحين يبحثون بشكل رئيسي عن مأوى إما في المنطقة الساحلية إلى الغرب مباشرة من مدينة غزة أو في مخيم المواصي المترامي الأطراف على طول الشواطئ والأراضي الزراعية في جنوب القطاع، والذي أعلنته إسرائيل منطقة إنسانية.
وتحدثت رويترز مع أكثر من عشرة فلسطينيين خاضوا رحلة شاقة، ومع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وحكومة غزة، وقالوا جميعاً إن الكثير من النازحين يصلون لمناطق النزوح ليكتشفوا أنه لا يوجد مكان يأويهم إضافة إلى شح الخيام وإمدادات المياه ونقص الرعاية الصحية.
وقال محمد الشريف (35 عاماً)، الذي غادر حي الصبرة بمدينة غزة مع عائلته وشقيقيه الاثنين، بعد أن ألقت طائرات إسرائيلية منشورات على الحي تطلب من جميع المدنيين الإخلاء "إلي يومين في الشمس بدور عمكان مش لاقي انجبرت الحين أخد أغراضي وأرجع لغزة لان ما إلى مكان ولا إلي مأوى".
ومع تدمير العديد من المركبات ونقص البنزين، أصبح التنقل داخل قطاع غزة بطيئاً ومكلفاً. وقال الشريف إن عائلته حملت جميع أمتعتها على عربة يجرها حمار وتوجهت إلى المواصي، حيث صورتهم رويترز وهم يتجولون بصعوبة عبر مخيمات مكتظة، لكن لم تكن لديهم خيمة ولم يجدوا مكاناً للإقامة.
وأضاف "مش لحالي أنا وأخويا وأهلي، إحنا تلت عيل مش عارفين وين نروح، مش حالنا هادا حال الناس كلها، الناس بتيجي بتلاقيش مأوى ولا مكان، بتسحب حالها وترجع على الخطر، فا مش عارفين إيش نعملوا".
وأظهرت صور أقمار اصطناعية راجعتها رويترز مساحات شاسعة من مخيم المواصي مليئة بالخيام حتى قبل وصول النازحين الحاليين، على الرغم من بقاء بعض الحقول الظاهرة.
ولم يعد هناك وجود تقريباً للأراضي الزراعية في غزة، حيث تشير وكالات الإغاثة إلى أن نقص المساحة اللازمة لزراعة الغذاء أحد أهم الأسباب لانتشار سوء التغذية.
|