قناة عشتار الفضائية
 

ندوة عن المواقع الأثرية المسيحية بمتحف البحرين الوطني

 

عشتار تيفي كوم - ابونا/

 

استضاف متحف البحرين الوطني يوميّ السبت والأحد الموافق 13 و14 أيلول ندوة علمية بعنوان "المواقع الأثرية المسيحية في شرق شبه الجزيرة العربية: تراث مشترك"، والتي أقيمت بالتعاون مع مركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، بحضور الدكتور سلمان أحمد المحاري، مدير عام الآثار بهيئة البحرين للثقافة والآثار، والسيد عبدالله عيسى المناعي، المدير التنفيذي لمركز الملك حمد العالمي للتعايش والتسامح، إلى جانب عدد من المسؤولين والمهتمين بمجال الآثار بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين والخبراء من داخل المملكة وخارجها.

 

وبهذه المناسبة، أكّد الشيخ خليفة بن أحمد بن عبدالله آل خليفة، رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار أن الاكتشافات المتواصلة للآثار المسيحية في شرق شبه الجزيرة العربية، تعكس ما تتميز به المنطقة من تعددية ثقافية تمثل عنصر قوة إيجابي في موروثها التاريخي موضحاً أن هذه المواقع الأثرية تسلط الضوء على ثراء مملكة البحرين الحضاري عبر العصور، بما يجعلها نقطة التقاء للحضارات والأديان، وما يمثله التراث المسيحي النسطوري من قيمة مضافة إلى التنوع الثقافي الثري لهذه المنطقة.

 

وقدمت الندوة خلال يومها الأول لمحة تاريخية عامة عن التراث المسيحي النسطوري في شرق شبه الجزيرة العربية إلى جانب استعراض جهود الحفاظ على المواقع الأثرية ذات الصلة، واشتملت على ثلاث جلسات محورية، تناولت الأولى الآثار المسيحية المكتشفة في منطقة سماهيج بمملكة البحرين وأهمية الموقع وسبل حمايته، بالإضافة إلى عرض حول موقع القصور في جزيرة فيلكا بدولة الكويت الشقيقة، وملخصًا للأبحاث السابقة والنتائج الحديثة لأعمال التنقيب المستمرة هناك.

 

كما تم خلال اليوم الأول مناقشة ورقة عمل حول الاكتشافات الأثرية المسيحية في جزيرة صير بني ياس، والتي تطرقت إلى نتائج الحفريات الأخيرة وآليات حفظ الموقع، إلى جانب ورقة بحثية بعنوان "من العصور القديمة المتأخرة إلى بداية الإسلام: مدينة اللؤلؤ والدير المسيحي في جزيرة السينية – أم القيوين"، والتي استعرضت المستوطنة والدير المسيحي كأحد أبرز المكتشفات الحديثة في منطقة الخليج العربي.

 

أما الجلسة الثانية فشهدت حلقة نقاشية حول الصلات التاريخية بين شبه الجزيرة العربية والتراث المسيحي العابر للأقاليم، مع تأملات في خصوصية السياق العربي، وتضمنت الجلسة الثالثة مداخلات لعدد من الخبراء، حيث تم تقديم ورقة حول كنيسة ودير جزيرة بني ياس، تلاها عرض تناول الحالة الراهنة للدير المسيحي القديم هناك وسبل الحفاظ على قيمته التاريخية والمعمارية. كما تم استعراض الحضارات المتعاقبة على جزيرة فيلكا، إلى جانب آليات إدارة وحفظ موقع سماهيج الأثري.

 

وفي اليوم الثاني من الندوة، عُقدت ثلاث جلسات نقاشية رئيسية، تناولت الأولى أهمية هذه المواقع على المستوى العالمي، بينما ناقشت الثانية الفجوات المعرفية والاحتياجات البحثية الخاصة بالآثار المسيحية في منطقة الخليج، وانقسمت إلى حلقتين حول أدوات البحث وأهميتها في التوثيق، والأطر البحثية الإقليمية المشتركة وفرص بناء القدرات في مجال التراث الثقافي.

 

أما الجلسة الثالثة فركّزت على خطة عمل للتعاون الإقليمي في مجال صون وحماية التراث، والخطوات المستقبلية لتعزيز الأهمية التاريخية والثقافية لازدهار المسيحية النسطورية في شرق شبه الجزيرة العربية، مع استعراض أبرز مخرجات الندوة وتوصياتها.

 

هذا، وتضمن البرنامج زيارة ميدانية إلى موقع سماهيج الأثري بمدينة المحرق، والذي يُعتقد أنه من أقدم المباني المسيحية في منطقة الخليج العربي، ويحتوي على مجموعة من الرموز المسيحية المبكرة.