قناة عشتار الفضائية
 

البطريرك ساكو في افتتاح كنيسة ام المعونة، الكنيسة الحقيقية هي في قلب الانسان، والمسيحيون يفتخرون بهويتهم العراقية

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/

ترأس غبطة البطريرك  الكاردينال لويس روفائيل ساكو  قداس افتتاح كنيسة ام المعونة في السعدون ببغداد، عاونه سيادة المطران المعاون باسيليوس يلدو، وعدد من كهنة بغداد، وجمع من المؤمنين.

ادناه كلمة غبطته

بفرح كبير و الشكر لله،  نفتتح هذه الكنيسة التي تحمل اسم مريم العذراء، ام المعونة الدائمة، بعد ترميمها وتجديدها على نفقة البطريركية.

اشكر المهندس جنان خدر على اشرافه ومتابعته العمل بإخلاص في ترميم هذه الكنيسة وتشييد أربعة عشرة شقة حديثة ملاصقة لها، يكون ريعُها للفقراء. مَتعُه الله بالصحة الدائمة.

 أذكر في هذا الاحتفال كل الكهنة الذين خدموا هذه الكنيسة: الاب المرحوم (المطران اسطيفان كجو) والاباء كمال وردا، عامر بطرس، جورج خوشابا، مدحت بيداويد، صلاح خدور، نشأت توزا وحاليا الاب غسان البوتاني.

المسيحيون جزء اصيل مهم من النسيج التاريخي والاجتماعي والثقافي للعراق. ويعبرون بافتخار عن هويتهم. هنا نشأت كنيستُنا وتأصلت،  وكنا الغالبية قبل قدوم المحاربين المسلمين في القرن السابع، ومن هنا انتشرت ووصلت الى الهند والصين.

 افتتاح هذه الكنيسة ومجمع البابا فرنسيس للشقق يُعطي  رجاءً للمسيحيين الذين  عانوا ولا يزالون من التهميش والاقصاء والظلم.

منطقة السعدون هذه، والبتاويين والكرادة وبغداد الجديدة والدورة كان يسكنها غالبية  مسيحية، لكن هاجروا وتراجع عددهم،  بسبب الظروف المؤلمة والمضايقات وتسليم مقدراتهم الى جهة سياسية معروفة الغت حقوق المكون،  وما بقى امام الحكومة إلا ان تسلمها كنائسنا لتُعين هي كهنة لها، كما طالب احدهم، ويعين البطريرك القادم. هذا في عهدي لن يحصل.

حضور المسيحيّين في العراق له أولوية قصوى بالنسبة لنا، ونؤكد دائمًا على البقاء فيه والولاء له، بالرغم من التحدّيات العديدة التي نواجهها. كنائسنا تعمل  بإستمرار من أجل السلام والمحافظة على التنوع، ودعم الحوار والتفاهم مع اخوتنا المسلمين لتعزيز القيم الروحية والأخلاقية المشتركة والإحترام المتبادل وترسيخ قيم العيش المشترك.

الاخوة المسلمون يحترمون جدا السيدة العذراء التي تمثّل جسرًا للحوار والتفاهم.

الكنيسة ليست  مجرد بناء، الكنيسة جماعة مؤمنة لها رسالة روحية وخدمة إنسانية. رسالة الاديان هي لبناء الانسان وتوجيه سلوكه ليكون بابهى صورته وانسانيته. الله لا يحتاج الى البيوت بل الى القلب حتى يغدو هو مسكن الله الحقيقي. والكنيسة أو الجامع هما تعبير رمزي لهذه العلاقة الايمانية والإنسانية العميقة.

هذا يجب ان يكون العراق، لذا يتحتم على المسؤولين العراقيين ان يعملوا من اجله وليس من اجل السلطة والمال. هذه  هي السياسة  الحقيقية التي  تطمئنهم و تثبتهم اكثر من الحملات الانتخابية والشعارات الرنانة .

نبقى نحن المسيحيين نأمل، ونعمل بصبر من اجل وجودنا وكرامتنا وحقوقنا بواقعية وشجاعة. ونتطلع الى مستقبل أفضل نعيش فيه بحرية وعدالة ومساواة، ولا نستسلم للشر، فالشر لن يدوم. بهذه المناسبة نطلب شفاعة العذراء، ام المعونة الدائمة من اجل بلدنا وبلدان المنطقة،  وكنيستنا.