أكّد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي أنّ المسيحية ليست أماكن شرف ولا مناصب سلطة، بل هي صليبٌ ومحبّةٌ وبذلٌ للذات. وشدّد على أنّ القداس ليس طقسًا فحسب، بل مشاركة في سرّ المسيح الذي بذلَ نفسه فداءً عن كثيرين.
وأضاف الراعي في خلال ترؤّسه قدّاسًا إلهيًّا احتضنته رعيّة مار شربل-سورين في فرنسا اليوم: «يسعدني أن أحييكم جميعًا، لا سيّما السلطات الكنسية والمدنية، ونحن نحتفل معًا بهذه الليتورجيا الإلهية على نية أبناء هذه الرعية وبناتها، وعلى نية الرهبنة اللبنانية المارونية والآباء الذين يخدمون هذه الجماعة».
وأشار الراعي إلى أنّ «يسوع أسّس نظامًا جديدًا للقِيم: العظمة الحقيقية في الخدمة، والأوّلية الحقيقية في التواضع، والسُّلطة الحقيقية في بذل الذات بالكامل لأجل الجميع». وتابع: «عندما نرفع الخبز والخمر نُقدّم ثمار تعبنا اليومي، وتتحوّل حياتنا إلى عطاء وخدمة. وبتناولنا القربان، نستقبل جسد المسيح لنصبح نحن أيضًا جسدًا مبذولًا لأجل الآخرين. وهكذا يحوِّل القداس جماعة الأحد إلى جماعة خادمة لا إلى مجموعة امتيازات أو مناصب».
وذكر الراعي أنّ كلّ رتبة كنسية -سواء كانت أسقفية أم كهنوتية أم شماسية- ليست امتيازًا، بل علامة خدمة؛ وكلّ مشاركة في القداس ليست حضورًا شكليًّا، بل التزام متجدّد بعهد الخدمة.