قناة عشتار الفضائية
 

خور فيراب… سجن عميق في أرمينيا تحوّل إلى مقصد حجّ عالميّ

 

عشتارتيفي كوم- آسي مينا/

 

بقلم: رومي الهبر

يريفان, الأربعاء 24 سبتمبر، 2025

 

تُعدّ أرمينيا أوّل بلد في العالم اعتنق المسيحيّة دينًا رسميًّا للدولة، وهي تحتضن مواقع حجّ عدّة تستحقّ الزيارة، من أبرزها خور فيراب، الدير الذي عنده بدأت الحكاية وسُطِّرت الصفحات الأولى من قصّة إيمان شعب بكامله.

اعتنق الأرمن المسيحية عام 301 بفضل القديس غريغوريوس المستنير الذي كان مستشارًا للملك الوثني تيريدات الثالث. لكنّ الملك أمر بسجنه بسبب إيمانه، فقضى ثلاثة عشر عامًا في زنزانة عميقة في دير خور فيراب. وبعد إطلاق سراحه واعتناق الأرمن المسيحية، اكتسب الموقع مكانة دينية بارزة.

عند زيارة الدير اليوم، يمكن النزول عبر سلّم صغير إلى تلك الزنزانة، والعيش للحظة في ظلامها الذي احتمله غريغوريوس سنوات طويلة. ويذكر أنّ اسم خور فيراب في اللغة الأرمنية يعني السجن العميق. وتقع الزنزانة على عمق ستة أمتار ويبلغ عرضها 4.4 أمتار.

بين القرنين الثاني عشر والثالث عشر، كان دير خور فيراب مقرًّا لمعهد لاهوتي مرموق ومركزًا علميًّا تخرّج فيه عدد من الشخصيات البارزة في الحياة الدينية والثقافية للكنيسة. وقد دمَّرَ الديرَ زلزالٌ عنيف عام 1679، لكن أعيد بناؤه تدريجًا مع إضافات مختلفة، أبرزها برج الجرس الذي شُيّد في منتصف القرن التاسع عشر.

يسير زائر الدير في ممرّ توجَد بقربه بسطات صغيرة تبيع تذكارات وأغراض دينية، وتقع أنظاره على بعض التماثيل والخاتشكار (أحجار الصليب الأرمنية). يفتح دير خور فيراب أبوابه للزائرين ابتداءً من الثامنة صباحًا، ويغلق عند الساعة السادسة مساءً في الشتاء، وعند الثامنة مساءً في الصيف.

يقع خور فيراب على بُعد نحو 40 كيلومترًا من العاصمة يريفان، ويمكن الوصول إليه بسهولة بالسيارة أو من خلال جولة منظَّمة. وبفضل قربه من الحدود الأرمنية-التركية، يوفّر الموقع إطلالة فريدة على جبل آرارات، رمز أرمينيا الوطني.

يُذكر أنّ خور فيراب شكّل المحطّة الختامية للرحلة البابوية التي أجراها البابا فرنسيس إلى أرمينيا عام 2016. وقبله، كان القديس يوحنا بولس الثاني قد زار الدير أيضًا في ختام رحلته إلى أرمينيا عام 2001.