قناة عشتار الفضائية
 

اكتشاف نقش سرياني في جرجر – أديامان: “هذا البيت، هذا البناء، شُيد سنة 1186”

 

عشتار تيفي كوم - سيريك برس/

أويماكلي/ جرجر، تركيا — في قلب جرجر الواقعة بين أديامان وأُمد، برز شاهد تاريخي جديد يروي حضور الشعب السرياني الممتد في المنطقة منذ قرون. ففي قرية أويماكلي، عُثر على حجر منقوش بالخط السرياني يكشف طبقات من التاريخ المتداخل، ويحمل دليلاً على عمق الجذور السريانية هناك.

النقش المنحوت على حجر مستطيل جاء فيه: “هذا البيت، هذا البناء، شُيد سنة 1186”. المثير أن الحجر استُخدم كعتبة لباب أحد المنازل المُشيدة قبل نحو ثلاث أو أربع عقود في مزرعة بايك التابعة للقرية، قبل أن يُعرَف بقيمته ويُلفت الأنظار.

مدير متحف أديامان، محمد ألكان، تفحّص الموقع والحجر المنقوش، موضحاً أن النص يشير إلى تشييد مبانٍ وآبار. وأكد أن الدراسات السابقة أثبتت وجود عدد كبير من الآبار وبساتين الكروم في المنطقة، تعود أصول بعضها إلى القرن الرابع الميلادي. ويرى أن النقش المكتشف يرجَّح أن يعود تاريخه إلى ما بين ألف وألف وستمائة عام، وهو ما يضيء على ملامح العمارة في ذلك العصر.

أما الباحث والكاتب السرياني مظفر إيريس فأكد أن الكتابة المنقوشة تعني: “هذا البيت، هذا البناء، شُيد سنة 1186”. وفي كتابه قرية فانك: التاريخ، الطبيعة، الحياة (2022) يصف كيف أن مدن وبلدات جرجر وأديامان وملطية كانت مأهولة بكثافة بالسريان والأرمن في القرن الثاني عشر، حين كان الكرسي البطريركي للسريان الأرثوذكس قائماً في دير مار برصوم قرب ملطية، وكان يشرف على أبرشيات واسعة. كما كانت جرجر تضم أديرة مثل مار عبّاي، ومار زاكاي، ومار أفرام.

وفي مطلع القرن العشرين، ظلّت عائلات سريانية وأرمنية تقطن قرى جرجر، غير أنّ موجات الهجرة بعد سبعينيات القرن الماضي أفرغت المنطقة، ولم يبق سوى قلة قليلة من العائلات.