قناة عشتار الفضائية
 

الحضارة الآشورية القديمة تعود للحياة بفيلم بالذكاء الاصطناعي

 

عشتارتيفي كوم- سيرياك برس/

 

سودرتاليا، السويد ─ يقودنا الذكاء الاصطناعي اليوم في رحلة غير مسبوقة، تعيد فتح أبواب الزمن، على حضارات ذاع صيتها ولم يندثر، في هذه الرحلة يكتشف العالم أسرار تلك الحضارات وشعوبها، ويشهد بعينيه كيف نهضت أمة عظيمة، وكيف سطعت شمسها فوق العالم القديم، ومن أهم تلك الحضارات التي بقي أبناؤها شهوداً عليها وحَفَظَةً لتاريخها، هي الحضارة الآشورية التي مازالت جذورها راسخةً في عمق الأرض، وفي إطار إنعاش تاريخ وحضارة بيث نهرين (بين نهرين)، وقّعت جمعية آسيريسكا أف أف خلال الأيام الماضية، اتفاقية مع صانع الأفلام الحائز على جوائز في مجال الذكاء الاصطناعي، توبي هايدر، وذلك بهدف إنشاء مواد مولدة بالذكاء الاصطناعي للترويج للفريق كمنصة للهوية الكلدانية السريانية الآشورية في جميع أنحاء العالم. 

وفي أول تعليق لرئيس مجلس إدارة الفريق، موسى عيسى، قال: “لطالما كانت الفكرة موجودة في ذهني، لكن عندما شاهدت الفيلم الذي أنشأه توبي “عظام الطقسوس” أدركت كيف يمكن للتقنيات الحديثة للذكاء الاصطناعي تحويل الفكرة إلى واقع” 

وأكمل عيسى: “في مشاركتي في محاضرة على الإنترنت مع مبتكري الذكاء الاصطناعي والرائدين في هذا المجال، عرض فيلم توبي هايدر “عظام الطقسوس”، وقد ربطت فوراً بين تاريخ آسيريسكا ورؤية الشعب الكلداني السرياني الآشوري.

خلال المحاضرات، أجريت مقابلة مع هايدر الذي أكد على اهتمامه الكبير بالأحداث التاريخية، ما دفع عيسى للتواصل معه، وسرد قصة ومسيرة شعبنا من تأسيس الحضارات وحكم الإمبراطوريات إلى الإبادة الجماعية والحياة في الشتات، وقد أعجب هايدر بتلك الفكرة وصمم على إنتاجها، وفي مقابلة له على XO Link أوضح هايدر سبب اختياره للفكرة بالقول: “كلما استمعتُ إلى موسى وبدأتُ بالبحث عن المعلومات، لاحظتُ أن فريق آسيريسكا لكرة القدم ليس مجرد نادٍ، بل هو صوت عالمي لشعبنا، إن التاريخ والهوية والمثابرة التي يُظهرها الفريق يوميًا قصة تستحق أن تُروى، إذ يمكن للجمهور، أن يتوقع صورًا مؤثرة وسردًا عاطفيًا يربط كرة القدم بتراث شعبنا وسيُرسّخ الفيلم فكرة أن الفريق رمز قوي لفخر الشعب ووحدته وبقائه“ 

لسنوات عديدة، رسمت جمعية آسيريسكا كفريق كرة قدم، هدفاً واضحاً يتمثل في ربط ابناء شعبنا حول العالم، وقد أجرت لقاءات في كندا وأستراليا وإنجلترا، وكذلك مع أكبر تجمع للسريان في الولايات المتحدة لتبادل الرؤى، وإبراز تاريخ وثقافة وهوية هذا الشعب، وقد لعب الفريق دوراً بارزاً في هذا المجال، إذ أنتج مسرحية جلجامش العام الماضي، وصمم قمصاناً خاصةً بالفريق مطرزة بقصيدةٍ سريانية، وقد فاز ذلك التصميم بأفضل قميص مباراة لهذا العام، ولم تتوقف مبادرات الفريق على تلك الأنشطة بحسب، بل احتفل الفريق هذا العام بذكرى مجازر السيفو 1915 بطريقته الخاصة، حيث تقدم للعب كل مبارياته بارتداء شارات سوداء، إضافة لوضع لافتة تطالب الحكومة بالاعتراف بالإبادة الجماعية. 

واليوم يتجدد السعي لإيصال رسالة حول تاريخ الفريق، وما يقدمه من أجل هوية شعبنا، وما يمكن أن يقدمه في المستقبل، على الرغم من أن إنتاج فيلم كهذا _ حتى لو كان قصيرًا _ مع مخرج حائز على جوائز، سيكلف النادي مبالغ طائلة، إلا أن النادي يلجأ لجمع التبرعات من داعميه، لكيلا يؤثر على ميزانيته لهذا العام. 

فهذا الفيلم ليس مجرد استعادة للتاريخ، بل وعد بمستقبل يعيد الحياة لكل حضارة، ولكل قصة تنتظر أن تروى، فالتاريخ لم يعد حبيس الكتب، بل ينبض على الشاشة حياً كما لو أننا نعيشه الآن.