عشتارتيفي كوم- آسي مينا/
بقلم: جورجينا بهنام حبابه
بغداد, الجمعة 3 أكتوبر، 2025
أعلن الأنبا سامر صوريشو، الرئيس العامّ للرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة، إنجازَ النسخة الإلكترونيّة من الصلوات على مدار السنة الطقسيّة، بحسب طقس كنيسة المشرق العريقة، استعدادًا لإطلاق تطبيق «الحوذرا» الإلكترونيّ.
وقال صوريشو في حديثه لـ«آسي مينا» إنّ إطلاق التطبيق يتزامن مع احتفاء الكنائس الرسوليّة بالمئويّة السابعة عشرة لمجمع نيقيا، ذي الرمزيّة الكبيرة في توحيد الكنائس، لا سيّما احتفاء الكنيسة في العراق عبر تنظيم كنيسة المشرق الآشوريّة فعاليّات مؤتمر «الذكرى الـ1700 لانعقاد مَجْمَع نيقيا (325–2025)».
وأشار إلى عزم رهبنته على تنظيمِ حَدَثٍ خاصّ، قريبًا، للإعلان رسميًّا عن إطلاق «تطبيق الحوذرا الإلكترونيّ» الذي يأتي ثمرة جهدٍ مشترك بين الرهبنة الأنطونيّة الهرمزديّة الكلدانيّة وكنيسة المشرق الآشوريّة، وعلامةً لوحدة الكنائس المولودة من رحم كنيسة المشرق: الكلدانيّة والآشوريّة والشرقيّة القديمة.
يضع التطبيق عبر الرابط «http://hudra.org» بين أيدي مؤمني هذه الكنائس المشرقيّة نسخةً إلكترونيّة من الكتاب الذي يعبّر عن إيمانها الواحد، إذ تشترك جميعها في التزام «الحوذرا» عينه نهجًا للصلوات على مدار السنة الطقسيّة، مع بعض الاختلاف لدى الكنيسة الكلدانيّة التي أضافت صلواتٍ واحتفالاتٍ كاثوليكيّة.
وتابع صوريشو: «نعيش اليوم زمن التقنيّات الرقميّة المتطوّرة ولا بُدّ من أن نتوجَّه إلى مؤمنينا، لا سيّما الشباب منهم، عبر هذه التقنيّات ونحاورهم بلغة هذا الزمن. ونسعى عبر هذا التطبيق إلى جعل الحوذرا متاحًا بسهولة لجميع شمامسة كنائسنا ومؤمنيها بمجرّد تحميله».
ولفت إلى أنّ ندرة النسخ المطبوعة من الحوذرا تجعل اقتناءه غير متيسِّر لجميع الراغبين، فضلًا عن الكلفة المادّيّة، إلى جانب كونه كتابًا ضخمًا والصلوات فيه تتبع ترتيبًا يختلف عن تسلسل الصلوات اليوميّة ما يستدعي الانتقال الدائم بين صفحاته بحثًا عن الصلاة التالية.
وأبرَزَ تميّز التطبيق بكونه يوفّر للمؤمن الصلوات اليوميّة متسلسلةً، دون انقطاع، ودون الحاجة إلى البحث عبر الصفحات، ودون أيّ تكلفة تذكر. ومن خلاله أيضًا، توظّف الكنيسة ما توفّره التقنيّة الحديثة لتذهب إلى مؤمنيها الذين لا يستطيعون القدوم إليها، وتصلّي معهم أينما يكونون، فتحوّل تجربتهم مع الهاتف المحمول من مجرّد وقتٍ ضائع إلى زمن قداسةٍ وصلاةٍ يستعيدون في خلاله خبرة الآباء الروحانيّة.
ورأى في التطبيق رسالة وحدةٍ بين الكنائس المشرقيّة، ودعوةً إلى صون تراثها الطقسيّ، وتوثيقه رقميًّا، وفرصةً رائعة للمؤمنين الذين لا يتقنون القراءة والكتابة باللغة الأمّ، السريانيّة الشرقيّة (الكلدانيّة)، ليصلّوا هذه الصلوات الفريدة ويتأمّلوا في معانيها، عبر توفيره ترجمةً رصينة لجميعها إلى اللغة العربيّة، يؤمَل أن تضاف إلى التطبيق العام المقبل.
يطمح صوريشو إلى توفير ترجمةٍ إلى اللغة الإنجليزيّة أيضًا، في المستقبل القريب، لفائدة كنائس المهجر، لتتواصل بذلك ما شرعت به الكنيسة الكلدانيّة في كاليفورنيا، «والطموح الأكبر أن نوفّر نسخًا مُرتّلة من هذه الصلوات، مرفقةً بنوطتها الموسيقيّة، فنحفظ بذلك النصّ ولحنه ونسهّل تعلّمه للراغبين».
يتهيّأ التطبيق، عبر تحويله كتابًا قوامه 1800 صحيفة إلى نسخة رقميّة بثلاث لغات، وتوفيره تسجيلاتٍ مرتّلة مع نوطاتها الموسيقيّة، ليكون مكتبةً متنقّلة ومرجعًا موحِّدًا للطقوس والصلوات في الكنائس التي ولدت من رحم كنيسة المشرق، يصون لغتها وتراثها الروحيّ.
|