قناة عشتار الفضائية
 

العراق بحاجة إلى 35 مليون شجرة لإنقاذ بيئته من التصحر

 

عشتارتيفي كوم- بغداد اليوم/

 

منذ عام 2003، تراجعت المساحات الخضراء في العراق بشكل غير مسبوق، بعدما تعرضت البساتين إلى تجريف واسع والمناطق الزراعية إلى الإهمال، ما أدى إلى فقدان ملايين الأشجار التي كانت تشكّل حاجزًا طبيعيًا أمام زحف الصحراء. هذا التراجع لم يكن مجرد خسارة زراعية، بل تحوّل إلى تهديد بيئي وصحي مباشر، ترافق مع تصاعد التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة، حتى باتت المدن العراقية أشبه بجزر إسفلتية خانقة تفتقر إلى رئة طبيعية.

وفي هذا السياق، أكد الخبير الزراعي عدي الربيعي، يوم الاثنين (6 تشرين الأول 2025)، أن العراق بحاجة ماسة إلى زراعة ما بين 30 إلى 35 مليون شجرة في عموم المحافظات لإعادة التوازن البيئي المفقود خلال العقدين الماضيين. وقال في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "إحياء الأحزمة الخضراء حول المدن، وتعزيز ثقافة الاهتمام بالأشجار داخل الأزقة والأحياء والقرى، سيُحدث تأثيراً إيجابياً كبيراً على البيئة، لاسيما في ظل التغيرات المناخية المتطرفة وارتفاع درجات الحرارة خلال السنوات الأخيرة".

وأضاف الربيعي أن "الأشجار تسهم في تنقية الهواء ومكافحة التصحر وتحسين نوعية التربة، فضلاً عن دورها في تلطيف الأجواء وخفض درجات الحرارة، كما يمكن أن تُستثمر في الجوانب السياحية وإنتاج العسل". وأشار إلى أن "سنوات ما بعد 2003 شهدت عمليات تجريف واسعة للبساتين والمناطق الزراعية، ما أدى إلى فقدان ملايين الأشجار وتدهور الغطاء النباتي"، مشدداً على "ضرورة اعتماد أنواع من الأشجار القادرة على مقاومة الجفاف والحرارة، والتي تتلاءم مع طبيعة البيئة العراقية، لضمان نجاح حملات التشجير واستدامتها".

إن الدعوة إلى زراعة عشرات الملايين من الأشجار ليست مجرد مطلب بيئي، بل مشروع استراتيجي لإعادة التوازن بين الإنسان والأرض في العراق. فالأمن البيئي بات جزءاً لا يتجزأ من الأمن الوطني، والتأخر في تنفيذ خطط التشجير يعني مزيداً من التصحر، وتفاقم الأزمات الصحية والاقتصادية. العراق يقف أمام خيار مصيري: إما أن يتحول إلى صحراء مفتوحة تتراجع فيها مقومات الحياة، أو أن يستعيد رئته الخضراء من خلال مشروع وطني شامل يعيد للأرض خصوبتها وللمدن أنفاسها.