في نهاية الاحتفال بالقداس الإلهي تلا البابا لاون الرابع عشر، كعادته ظهر كل أحد، صلاة التبشير الملائكي مع وفود الحجاج والمؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان وألقى كلمة تمنى فيها أن يشكل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بداية لمسيرة تقود نحو سلام عادل ودائم يحترم تطلعات الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، كما أطلق نداء جديداً من أجل وقف القتال في أوكرانيا والانفتاح على الحوار والسلام.
استهل الحبر الأعظم كلمته موجهاً تحياته الحارة إلى المؤمنين المجتمعين في ما سماه بـ"العلية" الكبيرة للصلاة برفقة مريم، والدة الرب يسوع، وقال إن المؤمنين الحاضرين في الساحة الفاتيكانية يشكلون الواقع المتنوع للجماعات والحركات والجمعيات التي يحركها التعبد المريمي، وشكرهم وحثّهم على جعل روحانتيهم ترتكز أكثر وأكثر على الكتاب المقدس وتقليد الكنيسة.
توقف البابا بعدها عند الاتفاق الذي تم التوصل إليه من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وقال إن الاتفاق بشأن بداية مسيرة السلام أهدى الأرض المقدسة شرارة أمل. وشجع جميع الأطراف المعنية على مواصلة هذه المسيرة بشجاعة، نحو سلام عادل ودائم، يحترم التطلعات المشروعة للشعبين الإسرائيلي والفلسطيني على حد سواء. وأضاف أن سنتين من الصراع ولدتا الموت والدمار في كل مكان، لاسيما في قلوب من فقدوا أبناءهم وأهلهم وأصدقاءهم وكل شيء، مشيرا إلى أنه قريب من هؤلاء الأشخاص ومن معاناتهم الكبيرة، مع الكنيسة كلها. وقال البابا إن لمسة الرب موجهة اليوم بنوع خاص نحو هؤلاء، ليكونوا واثقين بأنه حتى في أحلك الظروف يبقى معهم، ويقول لهم "لقد أحببتك". وأضاف لاون الرابع عشر قائلا: لنطلب من الله، الذي هو السلام الوحيد للبشرية، أن يضمد كل الجراح، ويساعد الجميع بنعمته على انجاز ما يبدو اليوم مستحيلاً من وجهة النظر البشرية، ألا هو أن نعيد اكتشاف أن الآخر ليس عدوا، بل هو أخ لا بد أن ننظر إليه ونغفر له ونمنحه رجاء المصالحة.
هذا ثم أكد الحبر الأعظم أنه يتابع بألم الأنباء الواردة من أوكرانيا، بشأن هجمات استهدفت مدناً عدة وبنىً تحتية مدنية، مسفرة عن مقتل أشخاص أبرياء، بينهم أطفال، وتركت وراءها عائلات كثيرة بدون تيار كهربائي أو تدفئة. وقال البابا إن قلبه يتحد مع ألم السكان الذين يعانون منذ سنوات من الخوف والحرمان، مجدداً نداءه من أجل وضع حد للعنف، ووقف التدمير والانفتاح على الحوار والسلام.
بعدها عبر البابا عن قربه من أهالي بيرو خلال هذه المرحلة الانتقالية السياسية التي تمر بها البلاد، مشيرا إلى أنه يصلي كي تواصل البلاد السير في درب المصالحة والحوار والوحدة الوطنية. وذكّر الحبر الأعظم في ختام كلمته قبل تلاوة التبشير الملائكي بأن إيطاليا تتذكر اليوم ضحايا حوادث العمل، لافتا إلى أنه يصلي من أجل هؤلاء الضحايا ومن أجل جميع العمال.