قناة عشتار الفضائية
 

الأب فادي بركيل من وادي المسيحيين: “فلنوحّد صوتنا كمسيحيين.. فالوحدة اليوم واجب لا خيار”

 

عشتار تيفي كوم - سيريك برس/

وادي المسيحيين، حموث (حمص) – في مشهد مهيب، غلبت عليه مشاعر الحزن والكرامة، شارك المئات من أبناء وادي المسيحيين في مسيرة شموع صامتة، تكريمًا لروح الشهيدين وسام وشفيق منصور، اللذين قضيا في عملية اغتيال غادرة نفذها مسلحون مجهولون في قرية عناز. 

المسيرة التي انطلقت من كنيسة مار إلياس في بلدة الحواش، واختتمت أمام مثوى الشهيدين، لم تكن مجرد وداع تقليدي، بل صرخة جماعية تطالب بكشف القتلة وتحقيق العدالة، وتذكير بأن الأمن في هذه المنطقة لم يعد أمرًا مفروغًا منه. 

في هذا السياق، قدّم الأب فادي بركيل، القادم من معلولا، واجب العزاء لعائلتي الشهيدين وأهالي الوادي، وألقى كلمة عكست حجم القلق المتزايد لدى المسيحيين في سوريا. الأب بركيل، الذي يُعرف بمواقفه الصريحة، لم يُخفِ امتعاضه من الخطابات التي تحاول تبرير الجرائم المتكررة بحق المسيحيين، بأنها “حوادث معزولة” أو من بقايا “النظام السابق”، مؤكداً أن هذه الادعاءات لم تعد تقنع أحداً بعد أن تكررت الحوادث وتوسعت رقعتها. 

وقال الأب بركيل أمام الحشود: “لن نقبل أن يُقال لنا إنها حوادث معزولة.. لقد أصبحت كثيرة جداً. ما يحدث في وادي النصارى يحدث أيضاً في معلولا. نحن اليوم نعيش حالة من انعدام الأمن، وشبابنا في السجون بلا محاكمة أو مبرر 

وأشار إلى أن معلولا فقدت 12 شهيداً خلال السنوات الماضية، وأن 3 من شبانها ما زالوا رهن الاعتقال بسبب خلاف شخصي، من دون أن يُفرج عنهم حتى اللحظة. وأضاف بنبرة حازمة موجهاً كلامه إلى السلطات: “إما أن يُعاد السلام إلى معلولا، أو سنطالب بحماية دولية. وإن لم يتحقق أي من الخيارين، سنرحل ونروي للعالم قصتنا 

وفي رسالته الأبرز، دعا الأب بركيل المسيحيين إلى تجاوز الانقسامات الطائفية والمذهبية والوقوف صفاً واحداً: “دعونا، لمرة واحدة، نرفع صوتًا واحدًا كمسيحيين.. لا روم شرقيين ولا كاثوليك ولا موارنة. نحن واحد في المسيح. وحدة الصوت اليوم ليست ترفًا، بل واجب وجودي 

كلمات الأب بركيل تزامنت مع تصاعد الغضب الشعبي في المنطقة، إذ طالب الأهالي بتأمين الحماية وكشف الجناة، مؤكدين أن الاستهداف المنهجي للمسيحيين لم يعد يمكن السكوت عنه، سواء في وادي المسيحيين أو في مناطق أخرى مثل معلولا ودرعا والحسكة. 

وتأتي هذه الحادثة في ظل تزايد الهجمات والاعتداءات ضد المدنيين المسيحيين في وسط وجنوب سوريا ومناطق متفرقة من البلاد، وسط صمت رسمي دولي ومحلي يثير قلق المجتمعات المحلية. وبالنسبة لكثيرين، تمثل كلمات الأب بركيل منعطفًا في الخطاب المسيحي السوري، إذ تعكس إدراكًا متزايدًا بأن البقاء يتطلب توحيد الصفوف، رفع الصوت، والمطالبة الواضحة بالأمن والعدالة.