قناة عشتار الفضائية
 

مار إغناطيوس أفرام الثاني: نقدّر الخدمة التي تقدمها حكومة إقليم كوردستان لأبناء الكنيسة

 

عشتار تيفي كوم - رووداو/

في المقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم، قال: "إننا نقدّر التعب والخدمة التي تقدمها حكومة الإقليم برئاستها، سواء الرئيس مسعود بارزاني أو الرئيس نيجيرفان بارزاني أو رئيس الوزراء مسرور بارزاني، الذين نحبهم ونصلي لهم دائماً، فقد جعلونا نشعر دائماً باهتمام خاص بأبناء الكنيسة، خاصة الذين هُجِّروا، ونحن نقدر هذا الأمر، ونرى أبناء الكنيسة مرتاحين هنا، وعلاقتي هي علاقة الأب بالأبناء، بالنسبة للموجودين في إقليم كوردستان".
 
فيما يلي نص المقابلة التي أجرتها رووداو مع قداسة مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق، الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم. 
 
رووداو: أنَرتُم أربيل.
 
مار إغناطيوس: شكراً، شكراً، نحن سعيدون أن نكون بأربيل للمرة العاشرة أو أكثر.
 
رووداو: كيف كانت السَّفرة؟
 
مار إغناطيوس: سفرة مريحة، هذه المرة الأولى التي آتي فيها مباشرة من دمشق إلى أربيل، سابقاً كنا نأتي عن طريق بيروت. كانت سفرة قصيرة ومريحة، الحمد لله. 
 
رووداو: أريد أن أبدأ بوضع المسيحيين في سوريا. كيف تقيم وضع المسيحيين هناك، خاصة بعد تغيير الحكم؟
 
مار إغناطيوس: المسيحيون بالتأكيد هم جزء من النسيج السوري، وبالتالي الوضع العام للسوريين هو أيضاً وضع المسيحيين بشكل عام. مع الأسف حدثت هجرة لكثير من المسيحيين من سوريا، بسبب عدم الاستقرار الموجود، وبسبب عدم وضوح الرؤية حول مستقبل سوريا، المسيحيون يحاولون من اليوم الأول للتغيير الذي حدث في سوريا أن يكونوا مساندين للحكومة الجديدة، لأن من مصلحة المسيحيين ومصلحة كل السوريين أن يكون هناك استقرار في سوريا وأن يكون هناك سلام، وأن يعيش كل السوريين بمحبة ووئام، وبالتالي وضع المسيحين هو من وضع باقي السوريين. هناك أحداث تحصل من يوم إلى آخر، تؤثر على المسيحين كما تؤثر على الآخرين، وتدخل الخوف في قلوب الكثيرين بسبب عدم الاستقرار، وحتى الآن لا توجد سيطرة كاملة على الوضع في سوريا، وبالتالي هذا مخيف للكل.
 
رووداو: هل تغير وضعهم إلى الأحسن أو الأسوأ بعد تغيير السلطة؟
 
مار إغناطيوس: من المؤكد أن وضعهم لم يتغير نحو الأحسن حتى الآن، كما قلت، المسيحيون هم سوريون، هم من سكان سوريا الأصليين، من الشعب الأساسي والأصيل في سوريا، وموجودون منذ آلاف السنين، ويهمهم أن تكون سوريا مستقرة وآمنة لكل أبنائها، لكن ما نتوقعه الآن في سوريا أن يعامل المسيحيون معاملة المواطنين من الدرجة الأولى، لهم حقوق وعليهم واجبات، مثل كل السوريين. فهذا ما نتمناه، أن يتمكن المسيحي، كباقي السوريين، أن يعيش على أرضه بكرامة وبعزة. قبل يومين كان هناك انتخابات لمجلس جديد مؤقت مفروض مجلس شعب أو برلمان، ومع الأسف لم ينجح من بين الناجحين في عضوية هذا المجلس أكثر من مسيحي أو مسيحيين فقط، وهذا طبعا يثير القلق عندنا. نريد أن يكون المسيحيون متساوين في كل الحقوق، وفي كل الواجبات، ومن واجبنا أن نخدم بلدنا، ولكن نريد أن تعطى لنا الفرصة لكي نخدم هذا البلد.
 
رووداو: سنتحدث عن مطلبكم، ولكن الذي تحدثتم عنهم نائب أو نائبان يمثلون المسيحيين في البرلمان أو مجلس الشعب المؤقت في سوريا. هل يمثلونكم؟ مقصدي، هل قاطعتم الانتخابات؟ هل هذا كان مقصوداً، مثل الدروز والكورد والعرب في شمال شرق سوريا؟ هم لم يشاركوا في الانتخابات، فهل قاطعتم أيضاً؟
 
مار إغناطيوس: لا لا أبداً أبداً، بالعكس، نحن شجعنا أبناءنا المسيحيين على الانخراط في هذه الانتخابات، ويجب أن أقول أيضاً بأنه كان هناك تشجيع من الحكومة الحالية للمسيحيين بالدخول في الانتخابات، ولكن لم يُنتخبوا، وهناك العديد من المسيحيين ترشحوا لهذه الانتخابات، ولكن لم يُنتخبوا وهذا ما يخيفنا أكثر.
 
رووداو: لماذا لم يُنتخبوا؟
 
مار إغناطيوس:حقيقةً لا أعلم لماذا، لكنْ ربما ما زلنا نعيش فورة التغيير. ليست ثورة، ولكن فورة الانتصار، كما تسمى، وبالتالي هناك الكثير من السوريين الذين كانوا يظنون أنهم محرومون عقوداً كثيرة من العمل السياسي، واليوم فرصتهم. ونحن بالتأكيد نرحب بهذا الشيء، نرحب بأن تكون هناك فرصة لكل السوريين للعمل من أجل سوريا، فربما أراد بعض هؤلاء أن يكون لهم دور فعال كبير في هذه الانتخابات، وبالتالي لم تُعطَ فرصة لما تسمى بالأقليات العددية طبعاً، أي المكونات السورية الأخرى، لم تُعطَ لهم فرصة كافية، ربما.
 
رووداو: فلأسأل سؤالي بشكل واضح أكثر. هل كان هنالك عزوف من مشاركة المسيحين في الانتخابات؟ هل هذا هو السبب الرئيس؟ أم هل لديكم شك في نتائج الانتخابات؟
 
مار إغناطيوس: لا، ليس لدينا شك في نتائج الانتخابات، لأننا ليس لدينا أي معلومات عن أي تجاوزات، الحقيقة لكن كان هناك عزوف عند بعض المسيحين، نعم، ونحن شجعنا أن يدخلوا، أن يشاركوا، لأننا يهمنا أن تكون هناك مشاركة من الكل، لكن الذي حدث فعلاً، يحتاج إلى بعض الدراسة، لمعرفة سبب عدم فوز المسيحيين، لأن من انتَخب، أقصد الناخبين، هم مجموعة معينة من قبل الحكومة، بضعة آلاف من السوريين، وبينهم من المسيحيين أيضاً، وهؤلاء الناخبون هم من انتَخبوا الأعضاء من ضمن عضويتهم، أي من الناخبين انتُخب 140 شخصاً، ربما، وهناك 70 أيضاً سيعيّنهم الرئيس مباشرة.
 
رووداو: هل قابلتم الرئيس الشرع؟
 
مار إغناطيوس: نعم، قابلته في شهر أيار الماضي.
 
رووداو: وكيف كان اللقاء؟ 
 
مار إغناطيوس: كان لقاءاً بنّاءً وإيجابياً. أعتقد أنه كان لقاءً جيداً، استطعنا أن نفهم التوجه، وبالتأكيد أعطانا بعض التطمينات حول مستقبل سوريا وحول سوريا الجامعة لكل أبنائها، وهذا مهم جداً. وما زلنا نسمع التطمينات والكلام الجيد من المسؤولين السوريين، ولكن نفهم أيضا صعوبات هذه الحكومة، بالذات في تطبيق كل ما تريده على الأرض، لعدة أسباب.
 
رووداو: وما هي الأسباب؟
 
مار إغناطيوس: أولاً هناك تدخلات إقليمية وإجنبية كثيرة في سوريا، ثانيا هناك مجموعات مختلفة وصلت مع الرئيس أحمد الشرع إلى الحكم، وهي تختلف في درجة التزامها الديني وانفتاحها على الآخرين، وبالتالي بالتأكيد هناك بعض المعوقات التي لا تُمَكّن هذه الحكومة أن تنفذ كل ما تَعِد به الآن، ولكن أنا شخصياً لا أشك في نية الحكومة، أما الواقع على الأرض، فهو ما زال محتاجاً إلى تحسن كبير.
 
رووداو: في لقائكم هل كانت هناك وعود للمسيحيين ولم تنفذ، أم هل لديكم الأمل بأن تنفذ؟
 
مار إغناطيوس: في البداية نحن لا نطلب للمسيحيين أي شيء خاص، الحقيقة، ونحن ضد التدخل الدولي أو الحماية الدولية للمسيحيين. نحن ضد إعطاء أي امتيازات للمسيحيين، لكن نريد أن يكون المسيحيون مواطنين من الدرجة الأولى، وأن نعامَل على أساس المواطنة، وهذا ما سمعناه من السيد الرئيس، هذا ما وعد به فعلاً، وبالتأكيد هناك محاولة من قبل الحكومة على تطمين المسيحيين، وإعطاء إشارات إيجابية في هذا الموضوع، لكنْ أعود وأقول، إن الموضوع لا يزال في بدايته، وهناك تأكيد على الحاجة إلى الوقت، لكن في هذا الوقت، هناك الكثير من المسيحيين يغادرون، وطبعاً هذا شيء غير جيد بالنسبة إلى المسيحيين، فإلى الآن يغادرون.
 
رووداو: كم بقى عدد المسيحيين في سوريا والأرثوذوكس بشكل خاص؟
 
مار إغناطيوس: أنا بتصوري العدد لا يتجاوز الـ 500 ألف مسيحي في سوريا، من أكثر من مليون وخمسمئة، قبل عشر سنين مثلاً، ومعظم المسيحيين في سوريا هم أرثوذوكس، طبعاً السريان والروم والأرمن الأرثوذوكس، هناك بعض الكنائس الكاثوليكية، وبعض الكناس البروتستانتية أيضاً.
 
رووداو: وجودهم، أين يعيشون كأغلبية مثلاً، في أي مدينة؟
 
مار إغناطيوس: متوزعين في كل سوريا، في كل جغرافية سوريا، بالتأكيد في دمشق العاصمة، وحوالي العاصمة، هناك نسبة كبيرة في محافظات حمص، وحلب، والجزيرة السورية القامشلي، الحسكة، الشمال الشرقي، وفي اللاذقية، وفي طرطوس، موجودون في كل هذه المناطق منتشرون، لأنهم موجودون منذ آلاف السنين في أراضيهم.
 
رووداو: ما رأيكم بالدستور الجديد؟ فقد رفض الكورد والدروز والعلويون الدستور الجديد؟
 
مار إغناطيوس: بالحقيقة ليس لدينا دستور جديد حتى الآن. هناك إعلان دستوري يحتوي على النقاط الرئيسة التي يمكن أن تكون في الدستور الجديد. بشكل عام، هذا الدستور لا يلبي تطلعات الشعب السوري عامة، وخاصةً من جهة اعتبار الفقه الإسلامي المصدر الوحيد للتشريع في سوريا، نحن بالتأكيد نعرف ونحترم أن سوريا بلد مسلم، والأغلبية العظمى من الشعب السوري مسلمون، ولكن السوري يجب أن تكون له الحقوق الكاملة، سواء كان مسلماً أم مسيحياً أم حتى غير متدين. هذا الدستور يجب أن يكون مبنياً أكثر على مبادئ مدنية، وهذا ما نفتقده في هذا الإعلان الدستوري، ونتمنى أن يعدّل في المستقبل.
 
رووداو: أهذه هي النقطة الوحيدة التي لديكم ملاحظات عليها؟
 
مار إغناطيوس: لا، بالتأكيد هناك نقاط أخرى، ولكن باعتباري رجل دين، رئيس كنيسة، لا أمارس السياسة، ولكن بالتأكيد هناك من السياسيين من يعترض على عدم وجود ديمقراطية تمثل الشعب، أي في الإعلان الحالي هناك سلطات كثيرة منوطة بالرئيس، وهذه الأمور يثيرها السياسيون، بالتأكيد نحن بالنسبة لنا، يهمنا أن يكون الجميع متساوين في كل شيء، في الحقوق وفي الواجبات، وأن يشعروا أن لهم دوراً في بناء سوريا الجديدة التي تهمنا جميعاً، بالتأكيد.
 
رووداو: سوريا الجديدة ومستقبل سوريا، هل أنتم مطمئنون بشأنهما؟
 
مار إغناطيوس: أنا متفائل، لكن بحذر، بحذر، أي عندي تفاؤل بحذر، لأن الوضع غير مستقر بعدُ، فالرؤية غير واضحة، والكثير يعتمد على مساعدة الدول الجارة، وبعض الدول التي في يدها القرار، لمساعدة الشعب السوري على النهوض نحو مستقبل أفضل، لكن نتمنى دون أن تكون المساعدة على حساب السوريين، وهذا ما أشرت إليه في البداية، إذا كانت التدخلات لمصلحة الشعب السوري، فبالتأكيد نرحب بها ونتمناها، لكن إذا كانت من أجل مصالح وطنية لهذه الدول، على حساب مصالح الشعب السوري، فهذا ما لا نستطيع أن نقبله.
 
رووداو: كانت هناك اشتباكات في السويداء، واشتباكات جديدة بحلب، في المناطق أو الأحياء الكوردية في حلب، هل لديكم مخاوف بأن يعامل المسيحيون كالدروز والكورد في سوريا؟ 
 
مار إغناطيوس: نحن بالتأكيد ضد استعمال العنف من قبل أي شخص، وضد أي شخص، وكل السوريين دمهم دم مقدس بالنسبة لنا، ولا نريد أن نرى أي حالة عنف في أي مكان، لكن نحن –المسيحيين- أناس مسالمون، نحب السلام، ودائما نطلب السلام، وقد وصانا السيد المسيح وقال لنا، طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله، يُدْعَون، فبالتالي لسنا مسلحين، ولا نمثل خطراً على أي جهة. نريد أن نتعاون مع السلطات القائمة على رأس البلد، وهذا واجبنا كمسيحيين أيضاً، وبالتالي لا أعتقد ولا أظن أن هناك إمكانية أن يتعرض المسيحيون لأي نوع من الاعتداء. أما بالنسبة لما حدث في الساحل السوري أو في السويداء في الجنوب، وأيضاً ما يحدث هذه الأيام في مناطق، في أحياء بحلب، وفي شمال شرق سوريا، في الجزيرة السورية، بالتأكيد نحن نتمنى ونصلّي أن تحل هذه الأمور سلمياً. نريد لكل سوري أن يتمتع بحقوقه، سواء كانت حقوقاً دينية أو حقوقاً قومية أو إثنية، من ناحية اللغة والحضارة والثقافة، وهذه الأمور بالتأكيد يجب أن يتمتع بها صاحب كل هوية ثقافية ضمن الهوية السورية الواحدة، يهمنا أن تكون سوريا دولة موحدة، لكن أن تُحترم في هذه الدولة جميع مكوناتها العرقية والدينية. تعتبر هذه الخصوصية لكل مكون غِنى لسوريا وليس تهديداً لسوريا.
 
رووداو: كيف علاقتكم مع الكورد في روجافاي كوردستان أو في مناطق الإدارة الذاتية بسوريا؟
 
مار إغناطيوس: هناك تجمع سرياني كبير في مدن شمال شرق سوريا، وتجمع قديم، والسريان والكورد عاشوا معاً عصوراً بمحبة وبتآخٍ رغم بعض المنغصات التي حدثت تاريخياً، لكن اليوم، هناك تفاهم واتفاق، ولكن هناك بعض المشاكل التي تحدث في موضوع المدارس، والتي نحن بالتأكيد متأثرون بها حالياً، فمدارسنا مدارس تابعة للكنائس، تابعة لكنيستنا، هي مقفلة لأن إدارة المدارس ترفض تطبيق المنهاج الذي أنتجته الإدارة الذاتية، في شمال شرق سوريا. نحن يهمنا أن نكون مرتبطين مع وزارة التربية والتعليم في دمشق، كدولة واحدة، كبلد واحد، لأن الطلاب الذين يتخرجون من الإعدادية والثانوية سيذهبون إلى الجامعات السورية، وبالتالي هذا موضوع حساس بالنسبة لنا، وتسبب بمشاكل خلال السنين الماضية، في بداية كل سنة دراسية هناك مشكلة في هذا الموضوع، وهذه السنة تطورت المشكلة وأدت إلى إغلاق المدارس. نتمنى أن يُحَلّ هذا الموضوع بسرعة.
 
رووداو: كيف حُلّت هذه المشكلة؟ أغلقت المدارس؟
 
مار إغناطيوس: لم تُحَلّ بعدُ، والطلاب في بيوتهم، لا يدرسون حالياً، لا يذهبون إلى المدرسة. 
 
رووداو: لا يذهبون إلى المدرسة؟
 
مار إغناطيوس: لا.
 
رووداو: لا إلى مدارس الإدارة الذاتية ولم يهاجروا مناطق الإدارة الذاتية؟
 
مار إغناطيوس: لا لم يهاجروا. لكن مدارسنا تابعة للكنيسة، المدارس التي تديرها الكنيسة، حالياً مقفلة، لأن عناصر من الإدارة الذاتية جاؤوا وأقفلوا هذه المدارس، لأن المدارس رفضت أن تتجاوب مع طلبهم في اعتماد المنهاج.
 
رووداو: ككنيسة، هل تحدثتم مع الإدارة الذاتية؟
 
مار إغناطيوس: بالتأكيد، مطرانيتنا في الحسكة في حوار مباشر مع الإدارة الذاتية، وفي تواصل مع الإدارة الذاتية في هذا الموضوع. حتى الآن لم يصلوا إلى نتيجة.
 
رووداو: شخصياً، هل لديكم علاقة مع القيادة الكوردية؟ 
 
مار إغناطيوس: الحقيقة لا.
 
رووداو: ألم تقابلوا السيد مظلوم عبدي؟
 
مار إغناطيوس: الحقيقة، لا.
 
رووداو: هل لديكم النية؟ 
 
مار إغناطيوس: أنا لم أزر منطقة الجزيرة منذ أكثر من خمس سنين. طبعاً أنا متلهف أن أذهب وأزور، لكن هناك بعض الأسباب الدينية، أي أنني أنتظر بعض المشاريع حتى تنتهي ثم نذهب لنفتتحها، وتكون زيارة شاملة وكاملة، لكني أرحب باللقاء بأي إنسان، وبالتأكيد لا أعرف الجنرال عبدي، لا أعرفه، لكن بالتأكيد سنلتقي به ونتعرف إليه، أريد أن تكون هناك علاقة جيدة مع كل الجهات، لكن ضمن الكادر الوطني لسوريا.
 
رووداو: حسناً، لكني لاحظت قبل اللقاء وشعرت أن هناك علاقة جيدة مع الكورد، لأنكم تحدثتم بالكورمانجية. 
 
مار إغناطيوس: أنا من ولادة القامشلي، وتربيت في القامشلي قبل أن أترك وأذهب وألتحق بالدراسة الكهنوتية، وبالتالي كان عندي أصدقاء كورد، فكانوا يتحدثون السريانية قليلاً، وأنا أتحدث الكوردية، أمر عادي.
 
رووداو: أي كان بقي القليل حتى أتحدث بالكوردية في هذا اللقاء؟
 
مار إغناطيوس: أتمنى ذلك. بالنسبة لي، كل لغة هي مكسب وغنى للإنسان، وأتمنى أن أتعلم بالتأكيد، لكن الموضوع عائد إلى طفولتي التي كانت في القامشلي، وبالتالي بيننا وبين أصدقائنا في المدرسة، من الكورد، فأمر طبيعي أنهم يتحدثون بالسريانية، ونحن نتحدث الكوردية، أمر طبيعي.
 
رووداو: شيء جميل جداً! كيف هي العلاقة بين الكنيسة الأرثوذوكسية، في العراق، في إقليم كوردستان؟
 
مار إغناطيوس: طبعاً الكنيسة السريانية الأرثوديكسية هي كنيسة واحدة، والبطريارك هو رئيس الكنيسة في كل العالم.
 
رووداو: حسناً، قصدي في إقليم كوردستان مع الأرثوذوكس والسريان.
 
مار إغناطيوس: طبعاً، الكنيسة السريانية في إقليم كوردستان، التي هي أبرشية الموصل وإقليم كوردستان وكركوك، هي من الأبرشيات المهمة جداً، في الكنيسة السريانية، ونيافة المطران مار نيقوديموس داود  الذي هو مطران الأبرشية بتواصل دائم مع البطرياركية، وأنا شخصياً زياراتي تكررت كثيراً لهذا الإقليم بالدرجة الأولى، بسبب النزوح الذي حصل على أثر هجوم ومجازر داعش التي قام بها في الموصل وفي سهل نينوى. ومعظم أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذوكسية لجؤوا إلى إقليم كوردستان، وأنا زرتهم مرات، وطبعاً في كل مرة نقدّر أكثر التعب والخدمة التي تقدمها حكومة الإقليم برئاستها، سواء الرئيس مسعود بارزاني أو الرئيس نيجيرفان أو رئيس الوزراء مسرور بارزاني الذين نحبهم ونصلي لهم دائماً، فعلاً، وجعلونا نشعر دائماً باهتمام خاص بأبناء الكنيسة، خاصة الذين هُجِّروا، ونحن نقدر هذا الأمر، ونرى أبناء الكنيسة مرتاحين هنا، وبالتالي علاقتي هي علاقة الأب بالأبناء، بالنسبة للموجودين هنا.