قناة عشتار الفضائية
 

نفق بين روسيا وألاسكا.. ترمب يدرس الفكرة وموسكو تعرض المشروع على ماسك

 

عشتارتيفي كوم- الشرق/

 

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنّ مقترح إنشاء نفقٍ تحت البحر يربط بين روسيا وألاسكا عبر مضيق بيرينج، "فكرة مثيرة للاهتمام"، مضيفاً أنه "يحتاج إلى التفكير فيها".

ودعا كيريل ديمترييف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك وشركته "ذا بورينج كومباني" (The Boring Company) إلى بناء نفق يربط بين ولاية ألاسكا الأميركية والشرق الأقصى الروسي، وأسماه "نفق بوتين – ترمب" تحت مضيق بيرينج، في إحياء لفكرة قديمة تعود لعقود.

وأضاف ديمترييف، وهو الرئيس التنفيذي لصندوق الثروة السيادي الروسي، أن شركة "ذا بورينج كومباني" المملوكة لماسك قادرة على تنفيذ المشروع بتكلفة تبلغ نحو 8 مليارات دولار فقط، وفي أقل من ثماني سنوات، دون أن يقدم تفاصيل إضافية.

وفي تعليقه على المشروع، خلال لقائه في البيت الأبيض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال ترمب: "نفق من روسيا إلى ألاسكا؟ هذه أول مرة أسمع بذلك.. إنها فكرة مثيرة للاهتمام، علينا أن نفكر فيها".

وعبّر زيلينسكي عن استيائه من الفكرة، بعدما طلب منه ترمب تعليقاً، وقال: "أنا لست سعيداً"، ليرد الرئيس الأميركي مبتسماً: "لا أعتقد أن هذا يعجبك فعلاً".

 

"نفق بوتين – ترمب"

وطرح كيريل ديمترييف، المشروع عبر منشورات على منصة "إكس" المملوكة لماسك، مشيراً إلى أنّ موسكو "ستموّل جزءاً من المشروع".

 وقال ديمترييف إنّ النفق، الذي أطلق عليه اسم "نفق بوتين – ترمب"، سيبلغ طوله 70 ميلاً و"سيرمز إلى الوحدة".

وأوضح ديمترييف، أن تكلفة إنشاء مثل هذا النفق تقدّر تقليدياً بنحو 65 مليار دولار، لكنه أشار إلى أن تكنولوجيا شركة "ذا بورينج كومباني"، يمكن أن تُخفض الكلفة إلى نحو 8 مليارات دولار فقط، مع إمكانية إنجازه خلال ثماني سنوات. وأضاف: "دعونا نبني المستقبل معاً".

وجاء اقتراح ديمترييف بعد اتصال هاتفي بين بوتين وترمب، الخميس، ناقشا خلاله إمكانية التوصل إلى حلول لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وبعد لقائهما في ألاسكا في وقت سابق هذا العام، قال ترمب إنه سيعقد قمة مع بوتين خلال الأسابيع المقبلة في بودابست، لمواصلة محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا.

ويُعدّ بناء نفق تحت البحر في مضيق بيرينج مشروعاً هندسياً بالغ الصعوبة، إذ يتطلب العمل في درجات حرارة دون الصفر وفي منطقة تفتقر للبنية التحتية وتعاني من الزلازل العميقة والمتكررة.

وقالت إميلي فيريس، الباحثة البارزة في المعهد الملكي للخدمات المتحدة (RUSI) والمتخصصة في البنية التحتية الروسية، لـ"بلومبرغ"، إن المشروع "يفتقر إلى أي منطق اقتصادي أو عملي"، مضيفة: "السؤال هو: من الذي سيستخدمه أصلاً؟ الوصول إلى تلك المنطقة صعب للغاية، وهي شبه مهجورة ولا ترتبط جيداً ببقية مناطق الشرق الأقصى الروسي".

 

مشاريع "ذا بورينج كومباني"

وتعمل شركة "ذا بورينج كومباني" حالياً على مشروع نفق بطول 10 أميال في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي، يربط وسط المدينة بالمطار، ويُعرف باسم "ميوزيك سيتي لووب"، وفق CNBC.

وقالت "بلومبرغ" إن المشروع العام الوحيد المكتمل للشركة حتى الآن هو نفق في مدينة لاس فيجاس، الذي يربط مركزاً للمؤتمرات بعدة فنادق.

ولدى شركة "تسلا" المملوكة لماسك، روابط في سلسلة التوريد مع روسيا، إذ اشترت الألمنيوم من شركة "روسال"، التي أسسها رجل الأعمال الروسي الخاضع للعقوبات أوليغ ديريباسكا، بحسب ما ذكرت CNBC.

كما كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" في أكتوبر 2024 أن ماسك "أجرى محادثات سرية مع بوتين عام 2022"، وأنّ الرئيس الروسي "ضغط عليه حينها لوقف خدمة ستارلينك عن تايوان"، دعماً للرئيس الصيني شي جين بينج.