قناة عشتار الفضائية
 

قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني يزور كنيسة مار كوركيس الأثرية في عقرة

 

عشتار تيفي كوم - سيريك برس/

 في زيارة روحية تحمل رمزية تاريخية عميقة، زار قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس، صباح الجمعة 17 تشرين الأول 2025، كنيسة مار كوركيس الأثرية في مدينة عقرة شمال العراق، بمرافقة عدد من أصحاب النيافة المطارنة ورجال الدين.

رافق قداسته المطارنة مار تيموثاوس موسى الشماني، مطران أبرشية دير مار متى، ومار نيقوديموس داود متي شرف، مطران الموصل وكركوك وإقليم كوردستان العراق وتوابعها، ومار إقليميس دانيال كورية، مطران بيروت، ومار أنتيموس جاك يعقوب، النائب البطريركي في أورشليم (القدس) والأردن وسائر الديار المقدسة، إضافةً إلى مار يعقوب باباوي، النائب البطريركي لشؤون الرهبان وإدارة إكليريكية مار أفرام السرياني اللاهوتية في معرة صيدنايا، ومار أوكين الخوري نعمت، السكرتير البطريركي، ومار يوحانون لحدو، مطران السويد والدول الاسكندنافية، والأب جويل جايكوب.

كنيسة مار كوركيس للسريان الأرثوذكس، المعروفة بطابعها الكهفي الفريد، تقع على ارتفاع 808 أمتار فوق مستوى سطح البحر، نُحتت الكنيسة في جرف صخري مطل على مدينة عقرة، ويعلوها موقع كاتدرائية مريم العذراء، ما يمنحها مكانة معمارية وروحية مميزة في تاريخ المسيحية في المنطقة. وتتكوّن الكنيسة من ثلاث غرف متوازية منحوتة في الصخر، متساوية تقريباً في الطول والعرض، وتفتح واجهتها على إطلالة بانورامية تُظهر جمال المدينة وسهلها الأخضر الممتد غرب نهر الزاب الأكبر، في مواجهة جبال شاندار المتاخمة لإقليم كوردستان العراق. وتُعدّ مدينة عقرة، الواقعة على بُعد نحو 96 كيلومتراً شرق نوهدرا (دهوك) و80 كيلومتراً شمال أربائيلو (أربيل)، من أقدم المدن في شمال العراق، إذ شُيّدت على شكل شرفات متدرجة على السفوح الجبلية.

وتحتفظ بملامحها التراثية حتى اليوم، من منازلها الحجرية القديمة إلى قلعتها التاريخية التي دُمّرت عام 1840. زيارة البطريرك إلى كنيسة مار كوركيس لم تقتصر على البعد الديني فحسب، بل شكّلت أيضاً تذكيراً بقِدم الوجود الكلداني-السرياني-الاشوري في هذه المنطقة، وباستمرار الحياة الروحية فيها رغم التحولات التي شهدها العراق خلال العقود الماضية. فالكنيسة الكهفية التي صمدت في وجه الزمن، تقف اليوم كشاهد على إيمانٍ عريقٍ لم ينقطع، يربط الحاضر بجذورٍ تمتد في عمق التاريخ المشرقي.

من بين صخور عقرة التي حفظت الكنيسة قروناً طويلة، بدت زيارة قداسة البطريرك بمثابة صلاة مفتوحة على الأفق، تعيد إلى الأذهان الدور الذي لعبته هذه الأرض في تشكيل هوية الشرق الروحية والثقافية، حيث تتجاور الديانات وتتلاقى الحضارات، كما تتعانق الجبال مع السهول في مشهد واحد من الإيمان والخلود.