قناة عشتار الفضائية
 

غبطة البطريرك ساكو يشارك في لقاء تحت شعار “كوردستان مهد التعايش” بحضور الرئيس مسعود بارزاني

 

عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/

شارك ظهر يوم السبت 18 تشرين الاول 2025 غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو في لقاء تحت شعار “كوردستان مهد التعايش” بحضور الرئيس مسعود بارزاني في أربيل ومشاركة رجال الدين مسيحيين ومسلمين وايزيديين فضلا عن عدد من الوزراء وممثلي الأحزاب والمنظمات.

وفيما يلي مداخلة غبطته:

اغتنم هذه المناسبة لاعرب عن شكري وتقديري البالغ للرئيس مسعود بارزاني على تواصله عن كثب مع المرجعيات الدينية من اجل الحوار والتوجيه لمصلحة البلاد. والشكر موصول لوزارة الأوقاف ومعالي الوزير الدكتور بشتيوان صادق على قربه من كل الديانات واهتمامه بها.

الانتخابات هي أساس الديمقراطية والاصلاح، لذا العراق اليوم أمام مفترق حاسم، تقررها الانتخابات المقبلة: فإما أن ينجح في الانفتاح على التحولات البنيوية الثقافية والاجتماعية والسياسية المتسارعة في العالم، ويسعى لبناء الدولة المدنية، أي مستقلة عن الدين، ذات هوية وطنية، يعزز سيادتها، أو تعود نفس الوجوه ونفس الإنتاج، وترجع حليمة الى عادتها القديمة!
ما قيمة الانتخابات إن لم تعبر عن وعي العراقيين بمسؤليتهم وحريتهم في التصويت لمن هو الأنسب لتجلب لهم الخلاص. هذا الوعي ينبغي إشاعته قبل الانتخابات ومراقبة عمليات شراء أصوات الناس مقابل حفنة من المال او الوعد بمنصب قد لا يحصل عليه بعد الانتخابات. أكيدا لا توجد عصا سحرية للتغيير وانما يجب ان تكون هناك إرادة واضحة ومصممة للنهضة وجلب الخير للعراقيين.

الإصلاح ليس شعارا بل مشروع بناء الديمقراطية، يساهم فيه الجميع. الإصلاح يستوجب صحوة وطنية تبدأ بالحوار الجاد والمصالحة الوطنية والحوكمة الرشيدة.
المصالحة تتطلب الاعتراف بالآخر كأخ في الإنسانية وقبوله كشريك متساوٍ في الوطن لا يمكن اقصاؤه. نحن بحاجة الى الإصغاء والحوار، الى ثقافة أكثر عقلانية وواقعية تهتم بالمؤسسات الخدمية والإجتماعية والثقافية والقانونية على غرار دول العالم المتطورة.

الحوكمة هي الاستراتيجية (القواعد) المتكاملة التي تُوجه وتُدير مؤسسات الدولة بخطوات فاعلة وملموسة، وليس بانجازات خجولة، خصوصاً مراقبة الفساد الذي احرق البلد وضمان الشفافية والمساءلة والعدالة بتوزيع الحقوق والمسؤوليات بين الجميع. نحن المسيحيين لا نبحث عن حقوق خاصة، حقوقنا مثل حقوق العراقيين والكردستانيين، اذا هم بخير فنحن بخير، لكننا نرفض التمييز بسبب الانتماء الديني، نحن قبل المسلمين هنا. نبقى ضمن مفهوم المواطنة الكاملة.

المرجعيات الدينية عليها مسؤولية دعم هذه الروحية الإنسانية والوطنية والانفتاح الاجتماعي. الُتطرف والطائفية والموروثات الخاطئة لا تبني الدولة ولا السلام ولا العيش المشترك. الديانات جاءت من اجل الانسان ليغدو اكثر إنسانية وصدقا ومحبة وتسامحا تجاه الاخرين. الله هو خالقنا وابونا جميعاً. الله رحمن رحيم ويطلب من رجال الدين ان يكونوا رحماء ومنفتحين.. السيد المسيح قال: “طوبى للرحماء فانهم يرحمون” (متى (5/ 7). بهذه الروح والنية الحسنة نتحد معا لتعليم هذه القيم واشاعتها لتكون مشروعاً أساسياً نتربّى عليه ونجسّده في حياتنا اليومية.
شكرا على اصغائكم وصبركم.