قناة عشتار الفضائية
 

دياربكرلي لقناة عشتار: إعلان قداسة المطران مالويان تكريم لتضحيات مسيحيي الشرق في بدايات القرن العشرين

 

عشتارتيفي كوم/

 

رحب المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان، الأستاذ جميل دياربكرلي، ببالغ الفرح والتقدير بالقرار التاريخي الذي اتخذته الكنيسة الكاثوليكية بإعلان قداسة المطران الشهيد إغناطيوس مالويان، رئيس أساقفة ماردين للأرمن الكاثوليك، الذي استشهد خلال مجازر الإبادة الجماعية (السيفو/الآبادة الأرمنية) في العام 1915.

وفي تصريح خاص لقناة عشتار الفضائية، أكد دياربكرلي أن هذا الإعلان يتجاوز كونه قراراً كنسياً، ليصبح انتصاراً إنسانياً وتاريخياً جديداً لضحايا مجازر الإبادة الجماعية التي ارتكبت بحق مسيحيي السلطنة العثمانية من آشوريين سريان كلدان، وأرمن وغيرهم.

وقال دياربكرلي: "إن رفع المطران مالويان على مذابح التقديس في الكنيسة الكاثوليكية هو أسمى أشكال التكريم لشجاعته وثباته في الإيمان، وهو اعتراف دولي رفيع بمظلومية كل ضحايا تلك الفترة المروعة. هذا التكريم ليس للمطران الشهيد وحده، بل هو لكل قوافل الشهداء الأبرياء من أساقفة وكهنة وشعب مسيحي من مختلف الطوائف المشرقية الذين سقطوا في تلك المدينة العريقة، ماردين."

وتابع دياربكرلي موضحاً أن الكنيسة الكاثوليكية، بهذا القرار، تبعث برسالة قوية من الفاتيكان إلى المجتمع الدولي، تؤكد على أهمية الاعتراف بالحقائق التاريخية ورفض طمس ذاكرة الشعوب الأصلية.

 وأشار المدير التنفيذي للمرصد الآشوري لحقوق الإنسان - وهو مركز يعنى بقضايا المسيحيين في الشرق الأوسط - إلى أن هذا الحدث  هو مصدر فخر واعتزاز لجميع الماردينيين، سواء الذين ظلوا في الوطن الأم يحافظون على جذورهم، أو الذين حملوا معهم إرث المدينة وتاريخها وتنوعها المسيحي إلى بلاد الانتشار حول العالم.

وأضاف دياربكرلي: "صحيح أن القديس الجديد مالويان ينتمي إلى الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية التي نعتز بها ونقدرها بعمق، ولكنه في جوهره يمثل نبض ووجدان المسيحيين المشرقيين كافة. فشهادة دمائه توحدنا جميعاً، وتؤكد على أن معاناتنا واحدة، وأن التضحيات التي قُدمت هي حجر زاوية في الحفاظ على إرث المنطقة المشرقي ودفعنا نحو ترسيخ مبادئ العدالة والمساواة."

كما دعا دياربكرلي إلى توحيد جهود الكنائس والمؤسسات الحقوقية للعمل على توثيق وتقديم قضايا سائر الشهداء لنيل الاعتراف الكنسي والعالمي.

واختتم دياربكرلي تصريحه بالتأكيد على أن دماء هؤلاء الشهداء هي بذار الحق والوجود، وهي ستبقى دائماً شاهدة على إيمان وثبات أبناء هذه المدينة العريقة، وستكون مصدر إلهام لنا جميعاً في السعي لتحقيق العدالة والحقيقة.