قناة عشتار الفضائية
 

علماء آثار يكتشفون أرضية فسيفسائية من القرن الخامس تحمل نقشاً باليونانية في قلعة أورهوي (الرها)

 

عشتار تيفي كوم - سيريك برس/

أورهوي (الرها)، تركيا — كشف فريق من علماء الآثار العاملين في قلعة أورهوي (الرها – شانلي أورفا) عن أرضية فسيفسائية تعود إلى القرن الخامس الميلادي، تحمل نقشاً باليونانية ومُزينة برسوم نباتية وحيوانية وأشكال هندسية دقيقة. 

وصرّحت رئيسة فريق التنقيب، البروفيسورة الدكتورة جولريز كوزبي من جامعة باتمان لوكالة الأناضول، أن الفسيفساء كانت على الأرجح جزءاً من كنيسة صغيرة، قائلة: “تشير المعطيات الأولية إلى أن الموقع كان أرضية كنيسة أو مصلى أو ضريح شهيد. أما النقش فيتّبع الصيغة الإبيغرافية المعتادة في العصر البيزنطي“ 

ويذكر النقش أن الفسيفساء أُنشئت لحماية الكونت أنسكاس وعائلته، إذ ذُقش عليها: “من أجل حماية الكونت أنسكاس وعائلته“ 

وأضافت كوزبي أن النص يورد أيضاً اسم شخص يُدعى “إلياس” كان يحمل رتبة “شماس” في خدمة أسقف محلي يدعى “كوروس”، ويُعتقد أن الكنيسة بُنيت في زمن حاكم أو أسقف اسمه “رابولاس”، ما دفع الباحثين لتأريخ الفسيفساء بين عامي 460 و 495 للميلاد.

في القرن الخامس الميلادي، برزت  أورهوي (الرها– إديسّا باليونانية)، كمركزٍ مهم للمسيحية السريانية في ظل الحكم البيزنطي. وتميّزت بموقعٍ استراتيجي جعلها ساحةَ صراعٍ بين الإمبراطوريتين البيزنطية والساسانية. عُرفت أورهوي (الرها) بمدرستها اللاهوتية المرموقة التي ازدهرت بعد انتقال مار أفرام السرياني من نصيبين إليها عام 363 م، فحوّلها إلى مركزٍ رائد للفكر المسيحي السرياني. غير أنّ المدرسة أُغلقت عام 489 م بأمرٍ من الإمبراطور زينون، نتيجة الخلافات العقائدية التي عصفت بالكنيسة آنذاك. 

وإذا تأكدت نتائج التأريخ، فإن “رابولاس” المذكور في النقش هو على الأرجح “رابولا الرهاوي”، الأسقف الشهير الذي خدم بين عامي 411 و435 م، واشتهر بتمسكه الصارم بالعقيدة الميافيزية ورفضه للعقيدة النسطورية، فضلاً عن جهوده في محاربة الممارسات الوثنية وتنظيم الحياة الرهبانية والإكليريكيه، إضافة إلى دعمه لترجمة وتأليف النصوص اللاهوتية والليتورجيا إلى اللغة السريانية.