عشتارتيفي كوم- فاتيكان نيوز/
22 تشرين الاول أكتوبر 2025
ألقى مراقب الكرسي الرسولي الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك رئيس الأساقفة غابريلي كاتشا مداخلة أمام المشاركين في اجتماع اللجنة الأولى التابعة للجمعية العامة الثمانين للمنظمة الأممية للتباحث في موضوع الأسلحة النووية.
ألقى الدبلوماسي الفاتيكاني خطاباً أشار فيه إلى أن هذه الأسلحة ما تزال من بين أخطر التهديدات المحدقة اليوم بالسلام والأمن العالميين، وقال إن ثمانين سنة مضت على أول اختبار نووي جرى في ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وعلى إلقاء القنبلتين الذريتين على هيروشيما وناغازاكي، موضحا أن المعاناة والدمار الناتجين عن هذين الحدثين ينبغي أن يذكرا العالم بالقدرات الكارثية الخاصة بهذه الأسلحة، وبالمسؤولية المتقاسمة في تفادي تكرار مآسٍ من هذا النوع.
تابع كاتشا يقول إن العالم اليوم يشهد انتشاراً مقلقاً للتهديديات باللجوء إلى الأسلحة النووية، وهي مرفقة بجهود توسيع الترسانات النووية، لافتا إلى أن هذه الممارسات، التي تُبرر بواسطة منطق الردع، تهدد بنشر الخوف وزعزعة الأمن الدولي. وشدد المسؤول الفاتيكاني على أن السلام لا يمكن أن يُبنى على التهديد بالدمار وعلى الوهم بأن الاستقرار يمكن أن يرتكز إلى التهديد المتبادل بالقضاء على الآخرين، وهي مسألة مرفوضة من وجهة النظر الخلقية والاستراتيجية.
لم تخل كلمات سيادته من الحديث عن الذكاء الاصطناعي الذي يُدمج اليوم ضمن المنظومات المستقلة والتكنولوجيات السيبرانية. واعتبر أن هذا التحديث يحد من إمكانية اتخاذ القرارات ومن المراقبة البشرية ويزيد من خطر ارتكاب الأخطاء. وهي مسألة في غاية الخطورة تتطلب اهتماماً خاصا من قبل الجماعة الدولية. وأضاف كاتشا أن الكرسي الرسولي يؤكد قناعته الراسخة بأن الحد من الترسانات النووية، وتقليصها وإلغاءها نهائياً، هو أمر ممكن لا بل هو واجب خلقي ملح جدا.
من هذا المنطلق شدد سيادته على ضرورة أن تفي الدول النووية بتعهداتها بموجب المادة السادسة من معاهدة منع الانتشار النووي، وأن تبدأ مفاوضات، بحسن نية، تهدف إلى إلغاء مخزوناتها من الأسلحة النووية. وذكر كاتشا في الختام بأن الموارد الهائلة التي تُرصد من أجل التسلح النووي، في وقت تتألم فيه شعوب كثيرة نتيجة الفقر، تشكل هزيمة خلقية كبيرة مشدداً على أن الأمن الحقيقي يتمثل في الدفاع عن الحياة وتعزيز العدالة والسلام، ليس من خلال الأسلحة والترسانات الحربية، إذ لا بد أن تتبنى الجماعة الدولية مقاربة للأمن تتمحور حول الإنسان، وترتكز إلى الحوار والأخوة والاحترام التام لكرامة كل إنسان.
|