عشتار تيفي كوم - سيريك برس/
حموث (حمص)/ مخيم شاتيلا – في حادث جديد للأعمال المنفلتة شهدت مدينة حموث (حمص) جريمة قتل جديدة راحت ضحيتها المعلمة “رهام حمودة”، حيث ألقى مسلحين مجهولين قنبلة على عتبة منزلها، أدت إلى استشهادها فوراً، والجدير بالذكر أن الشابة “رهام حمودة” البالغة من العمر اثنين وثلاثين عاماً، أم لطفلين، بينما زوجها فهو معتقل في سجون الحكومة السورية لأسباب لم تعرف حتى اليوم.
كما أنها معلمة في مدرسة سبيع-رجوب الابتدائية في حموث (حمص)، ولم تقم بأي عمل سياسي، بل كانت تمارس دورها التعليمي رغم الظروف القاسية التي تعيشها البلاد، كما كانت تحاول إعادة ترتيب حياتها التي لم تكن مستقرة تماماً في آخر أيامها، إذ واجهت وفق روايات محلية، محاولات سابقة من مسلّحين مجهولين للاستيلاء على منزلها في ظل غياب حماية قانونية حقيقية.
وقد وصف سكان الحيّ التي كانت تسكن فيه حمودة بالمرعبة، فيما لم تلق الجريمة حتى اللحظة تحقيقاً شفافاً أو إعلاناً رسمياً عن المشتبه بهم، فقد اكتفت الجهات الأمنية بالتحقيق المبدئي، لتُركن القضية كسابقاتها وتُسجّل ضد مجهول، كما حصل قبل عدة أسابيع، مع قضية المعلمة “ليال دمر غريب” التي قُتلت أمام مدرستها في المدينة أيضاً.
وفي سياق الانتهاكات التي يتعرض لها المدنيين في البلدان العربية، استشهد الشاب السرياني “ايليو ارنستو أبو حنا“، مساء السبت ٢٥ تشرين الأول، برصاص مسلحين فلسطينيين عند مدخل مخيم “شاتيلا“، وذلك بحجة عدم امتثاله لحاجز أقامته ما تسمى بـ “اللجنة الأمنية الفلسطينية” لتفتيش المارة عند باب المدخل، لتطلق عليه النار مما أدى إلى استشهاده على الفور.
إن ايليو البالغ من العمر ٢٤ عام هو طالب متخرّج حديثًا من جامعة الروح القدس – الكسليك في اختصاص الكيمياء، وفي تفاصيل استشهاده بحسب ما رواية عائلته واصدقائه، فإنّ إيليو كان عند أحد أصدقائه مساء السبت في جلّ الديب، وعند مغادرته في الساعة ١١ مساءً توجّه إلى مطعم “صاج نايشن“ في بدارو، حيث التقط صورة أثناء تناوله الطعام، واتّصل بوالدته ليطمئنها بتوجهه إلى المنزل، إلا أنه ضلّ طريق العودة ووجد نفسه يسلك مسارًا غير اعتيادي، إذ مرّ بمحاذاة مطعم يُدعى “شاتيلا كامب“، قبل أن يجد نفسه فجأة أمام حاجزٍ تابعٍ للقوى الأمنية الفلسطينية، وتشير المعلومات إلى أنّ إيليو لم يتوقف عند الحاجز، إمّا خوفًا أو بسبب عدم إدراكه لطبيعة الجهة المسلّحة، ما دفع العناصر إلى إطلاق النار مباشرة على السيارة، وليس في الهواء، ما أدّى إلى إصابته إصابة قاتلة.
بينما تابعت السيارة سيرها لمسافة قصيرة قبل أن تصطدم بأحد المباني وتتوقّف، حتى قام بعض الأشخاص بالاتصال بوالد إيليو لإبلاغه بأن ابنه قد استشهد داخل السيارة، فيما حصل على رقم والد إيليو من خلال لوحة التسجيل، كون السيارة مسجّلة باسم والده.
ويذكر أن القوى الأمنية اللبنانية باشرت تحقيقاتها في الحادثة، كما تمّ حجز السيارة التي كان يقودها الشهيد، في حين أُفيد بأنّه تمّ استدعاء عدد من عناصر الحاجز للتحقيق بإشراف القضاء المختصّ.
وقد أكدت والدة صديقه أنّ السيارة تعرّضت لوابلٍ من الرصاص المباشر، مشدّدة على أنّ “إيليو لم يكن يحمل أي سلاح أو يقوم بأي تصرف عدواني.“
|