عشتار تيفي كوم - كوردستان24/
تشير عناصر من تحقيق اطّلعت عليه وكالة فرانس برس إلى وجود شبهات في أن الجزائري الذي وُجّهت إليه تهمة قتل مسيحي عراقي في فرنسا في أيلول/سبتمبر الماضي كانت له صلات، ولو غير مباشرة، بتنظيم داعش.
وأُوقف المشتبه به في إيطاليا وسُلّم إلى فرنسا الإثنين، ثم وُجهت إليه الثلاثاء تهمة "القتل المرتبط بمشروع إرهابي"، وفق ما أعلنت النيابة العامة المتخصصة في قضايا الإرهاب في باريس.
ووُضع في الحبس الاحتياطي ووُجهت إليه تهمة إضافية هي "الانخراط في عصابة إرهابية إجرامية".
وكان آشور سارنايا، وهو لاجئ سياسي من أصول آشورية كلدانية ومن ذوي الحاجات الخاصة، قُتل مساء العاشر من أيلول/سبتمبر أسفل المبنى الذي يقطنه في مدينة ليون (وسط شرق فرنسا)، بينما كان في بث مباشر عبر منصة "تيك توك" استمر لأكثر من خمس ساعات.
وهاجمه الجاني بطعنة قوية في عنقه، قبل أن يفرّ سيرا على القدمين.
وكان الضحية البالغ 45 عاما معروفا بنشاطه على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كان ينشر مقاطع يتحدث فيها عن إيمانه المسيحي.
وأظهر تحليل بيانات الهاتف المحمول للمشتبه به، وهو جزائري يبلغ 27 عاما أوقف لاحقا في إيطاليا، أنه تابع البث المباشر الذي كان يقدّمه سارنايا لحوالى 30 دقيقة في المنطقة نفسها التي يقيم فيها، بحسب عناصر التحقيق التي كشفتها صحيفة "لوفيغارو" وتمكنت فرانس برس من التأكد منها.
وأظهرت المعطيات أن هاتف صبري ب. كان في موقع الجريمة بين الساعة 21,15 و22,50 بالتوقيت المحلي، مع تحركات متكررة، بينما أشار شهود إلى وجود رجل "يراقب المكان" قبل تنفيذ الهجوم وفراره بعدها مباشرة.
وغداة الجريمة، أغلق المشتبه به هاتفه وغادر ليون بالحافلة، قبل أن يوقف في 2 تشرين الأول/أكتوبر في جنوب إيطاليا داخل منزل جزائري آخر، وكان يحمل سكاكين عدة.
- تهديدات -
وأفاد أحد سكان الحي بوجود "رجل مغاربي" تصرّف بشكل مريب في الأسابيع التي سبقت الجريمة.
كما أظهرت التحقيقات أن للمشتبه به اتصالات، على الأقل غير مباشرة، مع تنظيم الدولة الإسلامية، إضافة إلى صلات مع سوريا ومع الجزائر بلده الأم.
وسبق للمشتبه به الذي كان يعمل موصل طلبات ولم يكن معروفا لدى أجهزة مكافحة الإرهاب، أن تلقى فقط مخالفات مرورية تتعلق بدراجته التي شوهدت في موقع الجريمة عشية الهجوم وفي اليوم نفسه.
وقالت شقيقة الضحية للمحققين إن العائلة هربت من العراق عام 2014 بعدما تلقّى شقيقها تهديدات من متشددين يطالبونه بـ"اعتناق الإسلام أو الموت".
وأوضحت التحقيقات أن سارنايا الذي وصفه جيرانه بأنه رجل هادئ ومسالم، تلقى تهديدات متكررة عبر الإنترنت من متطرفين، من بينها "إذا وجدناك سنقتلك"، كما واجهه أحد الأشخاص في صيف 2025 قائلا له "نحن نراقبك".
ونفّذ تنظيم الدولة الإسلامية إعدامات مصوّرة بين عامَي 2014 و2019 على أراض كان يسيطر عليها في العراق وسوريا حيث كان يبسط "خلافته" على أراض واسعة، وليبيا.
وفي أول تعليق له، قال المحامي دافيد أنديك، وكيل عائلة آشور سارنايا والمجلس التنسيقي للكلدان الآشوريين في فرنسا، لفرانس برس، إن "الضربة لم تطل آشور وحده، بل ما كان يمثّله: المسيحية المشرقية التي أنهكتها الجراح عبر القرون". |