عشتارتيفي كوم- سيرياك برس/
في ِظل تزايد القلق بين أبناء الشعب المسيحي في سوريا، تتوالى حوادث العنف التي تستهدف المدنيين في مناطق مختلفة من البلاد، وسط ما يصفه ناشطون بـ”تراخي أمني” و”صمت رسمي” يفاقم شعور الخوف وعدم الأمان بين المواطنين.
ففي مدينة جرمانا بريف دارمسوق (دمشق)، شهدت المنطقة جريمة جديدة هزّت المجتمع المحلي، إذ استشهد الشاب إلياس جوزيف البابا، ويعمل في محل لصياغة الذهب، بعد أن أقدمت عصابة مسلحة يُعتقد أنها تتبع لأحد فصائل هيئة تحرير الشام (المنحلة)، على اقتحام محله وإطلاق النار عليه.
وبحسب مصادر محلية، فإن المهاجمين سرقوا مبالغ مالية ومصاغات ذهبية قبل أن يطلقوا النار على البابا ويردوه قتيلاً على الفور، في جريمة تعيد إلى الأذهان سلسلة من الاعتداءات المماثلة التي استهدفت أبناء المشعب المسيحي خلال الأشهر الماضية في حمتو (حماة) وحموث (حمص) ومناطق أخرى.
الجريمة أثارت غضباً واسعاً في الأوساط المسيحية، التي ترى أن حوادث القتل والابتزاز أصبحت جزءاً من مشهد يومي تعجز السلطات عن كبحه، في ظل انعدام الثقة بالإجراءات الأمنية والقضائية.
وفي سياقٍ متصل بمناخ القلق ذاته، برزت من مدينة السقيلبية في ريف حمتو (حماة) مناشدة إنسانية موجعة وجهها المواطن إلياس عماد أسبر إلى الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، مطالباً بالتدخل العاجل للإفراج عن والده عماد أسبر الموقوف منذ أكثر من ستة أشهر في سجن حمتو (حماة).
وفي الرسالة، التي تداولها ناشطون، وصف الابن والده بأنه “إنسان بسيط، محبّ لوطنه، خدم الناس بطيبة قلب ولم يكن يومًا طرفًا في أي أمر يسيء للدولة أو للأمن”، مؤكداً أن التهم الموجهة إليه “لا تستند إلى أي دليل واضح”، وأن العائلة “تعيش على أمل الفرج وثقتها بعدالة الرئيس الشرع”.
المناشدة جاءت لتسلط الضوء مجددًا على قضية الموقوفين تعسفياً في البلاد، ولا سيما أولئك الذين لا تتضح خلفيات توقيفهم ولا يُسمح لعائلاتهم بمتابعة ملفاتهم القانونية، ما يضيف بعدًا إنسانيًا آخر إلى مشهد القمع والعنف الذي يطبع المرحلة الراهنة.
ويرى مراقبون أن ما يجري يعكس تآكل الثقة بين المواطنين والسلطات، وتنامي شعور فئات واسعة من السوريين، خصوصاً الطوائف الدينية، بأنهم تُركوا دون حماية أو محاسبة فعلية للجناة.
ومع توالي هذه الأحداث، يتساءل السوريون:
هل ما زال ممكناً الحديث عن حماية “النسيج الوطني” في ظل تفاقم الخوف بين المكوّنات، أم أن ما يجري اليوم هو إنذارٌ جديد بتفكك الروابط التي شكّلت هوية سوريا المتعددة؟
|