قناة عشتار الفضائية
 

عرض الفيلم الوثائقي “أرواح عابرة” في بادن السويسرية

 

عشتارتيفي كوم- سيرياك برس/

 

بادن، سويسرا – في واحدة من أبرز الفعاليات الثقافية التي تسلط الضوء على التاريخ الإنساني المؤلم للمجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط، يُعرض مساء الأربعاء الفيلم الوثائقي «أرواح عابرة» للمخرجة إيدا شليفر الحسني في سينما ستيرك 1 بمدينة بادن السويسرية، عند الساعة الثامنة والنصف مساءً.

الفيلم، الذي يحمل عنوانه بالإنكليزية Souls in Transit، يتناول المذابح التي وقعت ضد ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري والأرمني عام 1915 والمعروفة باسم “السيفو”، ويربطها بالمآسي المعاصرة التي شهدتها مدن في العراق وسوريا على يد تنظيم د1عش الإرهابي، مسلطًا الضوء على الذاكرة الجمعية والندوب التي ما زالت تؤرق الشعوب المسيحية في الشرق الأوسط.

شليفر الحسني، وهي مخرجة معروفة بأعمالها الوثائقية التي تمزج بين الحس الإنساني والتوثيق التاريخي، تقدّم في هذا العمل رؤية سينمائية تتجاوز التوثيق المباشر نحو مساءلة أعمق لفكرة العنف عبر الزمن. فالفيلم لا يكتفي بسرد وقائع الماضي، بل يُقارن بين الألم القديم والمأساة الحديثة، محاولًا الإجابة عن سؤال محوري: لماذا لا يزال التاريخ يعيد نفسه في أرضٍ أنهكتها الحروب والهويات؟

ويُعد “أرواح عابرة” جزءًا من سلسلة إنتاجات وثائقية تعمل عليها المخرجة حول الذاكرة والهوية والتهجير القسري. الفيلم حظي بعروض في مدن وعواصم مختلفة حول العالم، وحصد عدة جوائز دولية تقديرًا لقيمته الفنية والإنسانية.

العمل مترجم إلى اللغات السريانية والعربية، مع نص مترجم إلى الألمانية، ومناسب للمشاهدين من سن الثانية عشرة وما فوق. وبعد عرض الفيلم، ستشارك المخرجة في جلسة حوارية مع الحضور، تتناول فيها مراحل إنجاز العمل والتحديات التي واجهتها خلال التصوير في مناطق النزاع، إضافةً إلى الدوافع الشخصية التي قادتها لاختيار هذا الموضوع.

ودعا منظمو الحدث وسينما ستيرك 1 سكان مدينة بادن والمهتمين بالشأن الثقافي والإنساني إلى حضور العرض، مؤكدين أن الفيلم يمثل «نافذةً لفهمٍ أعمق لمآسي الشرق، وفرصةً للحوار بين الثقافات حول الذاكرة المشتركة والعدالة التاريخية».

“أرواح عابرة” ليس مجرد وثائقي عن مأساة قديمة، بل هو جسرٌ بين زمنين من الألم الإنساني، وشهادةٌ بصرية على أن الذاكرة لا تموت ما دام هناك من يوثّقها بصدق وجرأة.