قناة عشتار الفضائية
 

ممثل الفاو في العراق: اعتمدنا في كوردستان نموذجاً هو الأول من نوعه في المنطقة لتطبيق الري

 

عشتارتيفي كوم- رووداو/

 

حذّر مختصون من أنّ العراق يواجه واحداً من أصعب مواسمه المائية خلال السنوات الأخيرة، مع تراجع الخزين المائي من مستويات كانت تقارب 60 مليار متر مكعّب إلى أقل من 5 مليارات متر مكعّب فقط. هذا الانخفاض الحاد، الناتج عن شحّ الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وتراجع الإطلاقات المائية، انعكس مباشرة على الإنتاج الزراعي وهدّد مصادر دخل آلاف العائلات الريفية. 

وأكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة  "الفاو" في العراق صلاح الحاج أن العراق يُصنّف خامس أكثر دولة متأثرة بتغيّر المناخ، قائلاً: "العراق ليس أكثر دولة متأثرة، لكنه يأتي في المرتبة الخامسة ضمن الدول الأكثر تأثراً بتغيّرات المناخ".

 

الأمن الغذائي غير مهدد حالياً 

ورغم الأزمة المائية، يشدد صلاح الحاج على أن الأمن الغذائي للعراق في وضع مستقر، موضحاً: "حتى لو لم يزرع العراق أي دونم من الحنطة هذا الموسم، فلديه مخزون يكفي لـ 14 إلى 15 شهراً قادمة"، مضيفا أن نظام السلة الغذائية في العراق يشكّل عامل حماية مهم، حيث قال: "السلة الغذائية تخفف إلى حد بعيد من أي تأثيرات محتملة على الأمن الغذائي".

 

التأثير الأكبر على المزارعين 

ويرى الحاج أن التهديد الحقيقي لا يتعلق بنقص الغذاء، بل بمعيشة المزارعين المتضررين: المشكلة ليست في توفر الغذاء، بل في مصادر دخل المزارعين الذين توقفت زراعاتهم بسبب شح المياه. "منع زراعة الرز والخضروات في بعض المناطق حرم آلاف العائلات من مصدر رزقها الأساسي". 

ويؤكد ممثل "الفاو" أن التراجع في الإنتاج الزراعي قد يصل إلى 30% إذا استمرت الظروف المناخية الحالية، موضحاً:"هناك مساحات واسعة كانت إنتاجية أصبحت اليوم غير قادرة على الزراعة بسبب الجفاف والملوحة"

 

تراجع المياه الجوفية… خطر طويل الأمد 

وحذرصلاح الحاج من انخفاض كبير في مناسيب المياه الجوفية، خاصة في إقليم كوردستان: "في بعض مناطق أربيل انخفض منسوب المياه الجوفية من 20 إلى 150 متراً، وهذا مؤشر خطير". 

كما يؤكد أن ضعف الأمطار سيؤثر على التغذية الطبيعية للمياه الجوفية لسنوات مقبلة: "قلة الأمطار تعني أيضاً قلة تغذية المياه الجوفية، وتأثيراتها ستستمر لسنوات".

 

حلول تعتمد التكنولوجيا الحديثة 

ويشير إلى أن العراق بدأ تطبيق نماذج متطورة للري وإدارة المياه، قائلاً: 

"اعتمدنا في إقليم كوردستان نموذجاً هو الأول من نوعه في المنطقة لتطبيق الري باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد".

"هذه التقنية وفرت ما بين 25% إلى 30% من المياه لدى عدد كبير من المزارعين".

 

ارتفاع الملوحة وتلوث المياه 

كما نبّه الحاج إلى تصاعد خطير في نسب الملوحة جنوب العراق: "نسبة الملوحة في جنوب العراق ارتفعت عدة أضعاف، خصوصاً في البصرة وذي قار والجبايش". 

وأضاف محذّراً من خطورة تدهور نوعية المياه:"نواجه مشكلات خطيرة تتعلق بتلوث مجاري المياه، وهي قضية ترتبط بالصحة العامة مباشرة".

 

دعوة لخطط طويلة الأمد 

وفي ختام حديثه، دعا الحاج إلى استراتيجيات أوسع لمواجهة الأزمة:"نحتاج إلى خطط قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وإلى تخصيصات قادرة على الحد من آثار شحّ المياه

مضيفا أن المشكلة لا يمكن حلها بالكامل، لكن هنالك تطبيقات عملية على الأرض أثبتت أن التأثيرات يمكن تخفيفها بوضوح.