عشتارتيفي كوم- سيرياك برس/
جبل لبنان – في محاولة لإحياء حضارة جبل لبنان، واستعادة صوته السرياني القديم، الحاضر في صلوات كنائسه، ذاكرة أبنائه، صدر نشيد وطني جديد خاص بجبل لبنان، مستوحى من صلاة سريانية للقديس مار أفرام السرياني.
ذلك النشيد الذي يعيد ولاية جبل لبنان، قام بتحديثه الأب بول ميخائيل كولي، حيث وضع هذه الصلاة القديمة في الموسيقى الليتورجية السريانية المعاصرة. وبناءً على ذلك، كتب الدكتور أمين جول إسكندر كلمات جديدة مخصصة لجبل لبنان، فيما احتفظ بالافتتاحية الأصلية للكورال تمامًا كما تظهر في صلاة الأب كولي. ولتلبية احتياجات النشيد الحالي، قام ماريو دايبا بتكييف وإعادة تسجيل النصف الثاني من الموسيقى، بحيث تتدفق القطعة بأكملها كنشيد وطني حديث متماسك متجذر في التقليد السرياني.
وقد صدر النشيد مع المطالبة بالاعتراف بجبل لبنان ككيان مسيحي منظم، إذ لم يكن الوجود المسيحي في لبنان عامة، وفي الجبل على وجه الخصوص، مجرد تجمع انتخابي أو حزبي، بل كان نسيجًا اجتماعيًا عميقًا لجماعات سياسية وثقافية متعددة، تلتقي في هدف جوهري واحد هو حماية الجبل كفضاء للحرية والأمان واستقلالية القرار، فيضم هذا النسيج، الكتائب والقوات اللبنانية والأحرار الوطنيين والأرمن، ومن انحاز في مراحل معينة إلى التيار العوني، ومن هم خارج البنى الحزبية تمامًا.
فمنذ اللحظة التي اعتُرف فيها دوليًا بلبنان الكبير كدولة “ذات رسالة”، كان للمسيحيين دورٌ واضح في بناء دولة دستورية مدنية، لا تابعة ولا مُستعبدة. ومع تراجع الدور المسيحي في البلاد، بدأ الانهيار يأكل البلاد، وتبعه تفريغ للمؤسسات، وفشل إداري، وانتشار للسلاح غير الشرعي، إضافة لتوسّع الهيمنة الفلسطينية والسورية، ولاحقًا الإيرانية، ولطالما دُفعت التكلفة من حساب المسيحيين.
أما وبالعودة لقرن واحد قبل نشأة الدول الحديثة، فكان جبل لبنان كيانًا إداريًا مستقلًا بإجماع دولي، لا انفصال فيه ولا تقسيم. بل كانت المتصرفية نموذجًا فيدراليًا ناجحًا قائماً على نظام مالي محلي، وحكم محلي، وتمثيل خارجي مشروط، وبالتالي فإن تطبيق الفيدرالية والكونفدرالية اليوم ليس رفضاً للشراكة، بل هو محاولة لإنقاذ ما تبقى من الدولة من خلال تنظيم التعددية بدلاً من دفنها تحت هيمنة واحدة.
أما عن كلمات هذا النشيد بالعربية فتقول، لك أعطت الكنيسة الخير يا جبل لبنان، لقد انتقل إليك الخير الذي أعطاه الرب، مبارك لأنك زرعت الصلبان على الجبال، مبارك لأنك قدست الأرز الأخضر، مبارك لأنك رفعت البخور المقدس، مبارك لأنك رفعت صوت النواقيس الجميل، مبارك لأنك مغطى بالثلج النقي والأبدي، هللويا لجبل الحرية.
وفيما يلي كلمات النشيد بالسريانية (بأحرف سريانية ولاتينية) والإنكليزية والفرنسية:
ܠܟ ܝܗܒܐ ܥܕܬܐ ܛܘܒܐ ܐܘ ܛܘܪ ܠܒܢܢ Lokh Yohbo ito tuvo o Tur Levnon To you the Church gave the Good o Tur Levnon À toi l’Église a donné le Bien, ô Mont Liban
ܠܗܘ ܛܘܒܐ ܕܝܗܒ ܗܘܐ ܡܪܢ ܠܘܬܟ ܐܬܝܒܠ Lhaw tuvo d yav wo moran lwotokh etyaval The Good given by the Lord was passed to you Le Bien donné par le Seigneur t’a été transmis
ܛܘܒܝܟ ܕܢܨܒܬ ܨܠܝܒ̈ܐ ܥܠ ܛܘܪ̈ܐ Tuvayk da nsavt slivé 3al turé Blissful because you planted crosses on the mounts Bienheureux, car tu as planté des croix sur tes montagnes
ܛܘܒܝܟ ܕܩܕܫܬ ܠܐܪ̈ܙܐ ܝܪ̈ܘܩܐ Tuvayk d qadésht l’arzé yaruqé Blissful because you sanctified the green cedars Bienheureux, car tu as sanctifié les cèdres verdoyants
ܛܘܒܝܟ ܕܐܣܩܬ ܦܝܪ̈ܡܐ ܩܕܝܫ̈ܐ Tuvayk d’aseqt pirmé qadishé Blissful because you elevated the holy incense Bienheureux, car tu as élevé l’encens sacré
ܛܘܒܝܟ ܕܐܘܪܒܬ ܩܠ ܙܓ̈ܐ ܫܦܝܪ̈ܐ Tuvayk d’awrevt qol zagué shapiré Blissful because you rose the sound of beautiful bells Bienheureux, car tu as fait monter le son de belles cloches
ܛܘܒܝܟ ܕܐܬܟܣܝܬ ܒܬܠܓܐ ܕܟܝܐ ܘܐܡܝܢܐ Tuvayk d’étqasayt btalgo dakhyo w amino Blissful because you’re covered with snow pure and eternal Bienheureux, car tu es couvert d’une neige pure et éternelle
ܕܬܗܘܐ ܪܒܐ ܘܩܕܝܫܐ ܘܡܠܐ ܐܝܩܪܐ Dtéhwé rabo w qadisho wa mlé iqoro Be great and saint and full of glory Sois grand, saint et rempli de gloire
ܗܠܠܘܝܗ ܠܛܘܪܐ ܕܚܝܪܘܬܐ Hallelujah l’Turo d’ħiruto Hallelujah to the mountain of freedom Alléluia à la montagne de la liberté
وبذلك يكون النشيد الجديد جسراً بين ماضي الأجداد وحاضر الأبناء، إذ تولد الأمة مرتين، الأولى في التاريخ، والثانية باستحضارها بالموسيقى، وجبل لبنان اليوم يلد من جديد على أنغام صلاة عمرها قرون.
|