قناة عشتار الفضائية
 

بين تركيا ولبنان... محطّات أساسيّة عاشها البابا لاوون في رحلته الرسوليّة

 

عشتار تيفي كوم - آسي مينا/

بقلم: إلياس الترك

اختتم البابا لاوون الرابع عشر بعد ظهر أمس رحلته الرسوليّة إلى تركيا ولبنان. في البلد الأوّل عاش لحظات عبّرت عن التزامه الحوار المسكونيّ، في حين عانق الشعب اللبناني في الجزء الثاني من الرحلة ودعاه إلى السلام وعدم فقدان الرجاء.

ثلاث محطات تلخّص الهدف الأعمق لهذه الزيارة: الأولى، صلاة مسكونية في إزنيق، حيث انعقد مجمع نيقيا عام 325. هناك وقف لاوون إلى جانب بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول وقادة كنسيين آخرين؛ فبرزت رغبته في وحدة المسيحيين وشفاء الانقسامات القديمة.

وبعد خشية بأن يكون الحوار بين الكنائس قد بلغ حائطًا مسدودًا، زرعت الزيارة أملًا جديدًا بوحدة المسيحيّين. وأوحت مبادرات الأب الأقدس، ومنها التطلّع إلى السير معًا نحو يوبيل 2033، ذكرى مرور 2000 سنة على فداء المسيح للعالم، بأنّ الشركة الكاملة ليست حلمًا من أحلام الماضي.

أما المحطّة الثانية المعبّرة، فكانت صلاته الصامتة في موقع انفجار مرفأ بيروت. التقى الأب الأقدس عائلات الضحايا وأظهر أنّ رسالته مواساة وطن ما زال مجروحًا، توجعه المآسي ويتآكله الظلم.

 

إنّما البابا الذي لم يأتِ إلى لبنان لاستنساخ زيارات أسلافه، فلم ينسَ التشديد على أنّ بلاد الأرز نموذج يمكن للمسيحيين والمسلمين أن يعيشوا فيه معًا باحترام. وتشير مقاربة لاوون إلى أنّ زيارته يمكن أن تشجّع القادة على اعتبار التعايش أمرًا واقعيًّا لا ساذجًا، وعلى بناء الاستقرار عبر الحوار لا عبر الخوف.

أمّا المحطّة الثالثة الأبرز في رحلته فكانت الذبيحة الإلهيّة عند الواجهة البحرية لمدينة بيروت. فقد حضر الحدث نحو 150 ألف شخص، ورفع الأب الأقدس معنويات شعب يواجه الخوف وانعدام الاستقرار، ودعا سكّان بلاد الأرز إلى الوحدة والسلام…

هذا السلام شكّل نقطة محوريّة في زيارته تركيّا أيضًا؛ فالحبر الأعظم عقد سلسلة لقاءات مع السلطات السياسية في البلدَين وجلس متحدّثًا إلى كثيرين من القادة الدينيين المسيحيين والمسلمين. وقال أمامهم رسالة كرّرها في خلال رحلة عودته إلى روما: غلّبوا الحوار على العنف.