والنتيجة هي ازدياد الإقبال على الوجهات البعيدة عن صخب الحياة اليومية، مع تزايد الاهتمام بأماكن مثل توليدو في إسبانيا، وبراندنبورغ في ألمانيا، والعراق، لمن يُحبون المغامرة. في المملكة المتحدة، يُؤدي هذا التوجه إلى ابتعاد الناس عن المناطق السياحية الرئيسية مثل كوتسوولدز وكورنوال، نحو مناطق أقل زيارةً مثل نورثمبرلاند وويلز وسومرست، وفقاً لتقرير صادر عن "ليمونغراس".
كما يُشير بحث هيلتون حول الاتجاهات إلى ارتفاع في السفر بدافع الفضول، مُشيراً إلى أن البريطانيين تحديداً يسعون إلى النمو الشخصي والاستكشاف، حتى على حساب العمل. وهناك رغبة متزايدة للمغامرة، سواء كان ذلك البحث عن أماكن إقامة منزلية أصلية في نيبال، أو زيارة مناطق أقل شهرة في إيطاليا أو ببساطة أي منطقة غير مزدحمة بالسياح وتمتاز بهويتها المميزة.
بالنسبة لنيكولوفا، يعكس هذا التحول كيف تُصبح التجارب الآن بمثابة عملة اجتماعية.
وتقول: "اليوم، مع وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت التجارب ملموسة أكثر بكثير، ويمكن أن تُشكل دليلاً على المكانة الاجتماعية لفترة طويلة، مع جمهور أوسع".
وتضيف: "يأتي جزء من هذه المكانة أيضاً مع حقيقة أن رحلات المغامرات تُعتبر أيضاً نموذجية للأشخاص ذوي الخبرات الواسعة في مجال السفر، والذين تجاوزوا التجارب النمطية والجماهيرية".
7. الثقافة فوق المتعة
بفضل حملة "#بوكتوك"، من المتوقع أن يستمر نمو السفر الأدبي في عام 2026، إلى جانب "السفر المستوحى من التلفزيون والأفلام".
وتنضم الفنادق حول العالم، حتى في الوجهات المعروفة بحياتها الليلية، إلى هذا التوجه.
فمن إيبيزا إلى مدريد، يمكن لنزلاء الفنادق توقع كل شيء، من الكتب النادرة ورحلات القراءة إلى المكتبات بجانب حمامات السباحة والإقامات ذات الطابع الخاص.
ومن المتوقع أن تتصدر عدة وجهات قائمة الكتب الأكثر مبيعاً العام المقبل؛ كورنوال، حيث يُصوَّر حالياً مسلسل هاري بوتر التلفزيوني الجديد؛ ومرتفعات يوركشاير، خلفية فيلم "مرتفعات ويذرينغ" القادم لإيميرالد فينيل؛ واليونان، بفضل فيلم كريستوفر نولان المقتبس عن رواية "الأوديسة".
وترى بينا أن هذا التوجه شكل عصري من أشكال الهروب.
وتقول: "في أوقات التغيير السريع أو الأزمات، نلجأ إلى الخيال لاستكشاف مخاوفنا ورغباتنا، ولهذا السبب ازدهر أدب الفانتازيا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، عندما كان العالم في حالة حرب. واكتسب الخيال العلمي شعبيةً في ستينيات القرن الماضي، خلال حقبة سباق الفضاء والثقافة المضادة؛ ويشهد الخيال الأسطوري والتأملي صعوداً الآن مع سعينا لفهم انهيار الأنظمة القديمة وانبعاثها من جديد. السفر الأدبي أشبه بتنفيس عن المشاعر، فهو يساعدك على التعمق أكثر في عالم الخيال، عقلياً وجسدياً".