بمناسبة عيد الحبل بلا دنس بالطوباوية مريم العذراء، أُقيم عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين، في أجواء يغمُرها الفرح الروحي والإيمان حفلُ تكريمٍ مهيب للعذراء مريم، سيّدة الحبل بها بلا دنس، في ساحة إسبانيا بقلب العاصمة روما، بحضور قداسة البابا لاوُن الرابع عشر وذلك جرياً على التقليد السنوي العريق الذي يجمع المؤمنين حول أمّهم السماوية في هذا اليوم المبارك.
وقبيل وصول الأب الأقدس، ارتفعت الصلوات إلى السماء بتلاوة صلاة مسبحة الوردية، وتعالت الأصوات بترانيم مريميّة تقليدية، عبّرت عن محبة الشعب المؤمن وارتباطه العميق بالعذراء الطاهرة، التي تبقى دائماً علامة رجاء وطاعة لمشيئة الله.
بعد الاستقبال، استهلّ قداسة البابا الصلاة برسم إشارة الصليب، ثم تلا الصلاة الافتتاحية، واضعاً الجماعة جمعاء تحت حماية العذراء الوالدية. بعدها، تقدّم الأب الأقدس ورفع إكليلًا من الزهور إلى سيّدة الحبل بلا دنس "عربونَ محبةٍ وإجلال"، تعبيراً عن تكريس الكنيسة جمعاء لقلب مريم الطاهر، وثقةً بشفاعتها الوالدية. ويعود هذا التقليد العريق إلى البابا بيوس الثاني عشر، الذي دشنه بإرسال الزهور إلى تمثال العذراء، ثم واظب على إحيائه خلفاؤه من بعده: القديس يوحنا الثالث والعشرون، والقديس بولس السادس، والقديس يوحنا بولس الثاني، والبابا بندكتس السادس عشر، والبابا فرنسيس، لتبقى هذه اللفتة رمزاً حيّاً لاستمرارية الإيمان وتسليم الكنيسة ذاتها للعذراء مريم.