عشتار تيفي كوم - اعلام البطريركية الكلدانية/
احتفل غبطة البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو مساء يوم الاثنين 8 ديسمبر 2025 بعيد مريم العذراء المحبول بها بلا دنس في دير راهبات الكلدان في منطقة المسبح ببغداد بالقداس وعاونه سعادة السفير البابوي الجديد رئيس الاساقفة ميروسلاف فاشوفسكي وسيادة المطران باسيليوس يلدو المعاون البطريركي، وسكرتير السفارة المونسنيور جارلس سونا، بحضور سيادة المطران شليمون وردوني والاباء الكهنة والاخوات الراهبات من مختلف الرهبانيات وجمع من المؤمنين.
في الموعظة قدم غبطته القداس على نية الاخوات الراهبات الاحياء والمتوفيات، كما طلب الصلاة من اجل سعادة السفير البابوي الجديد لنجاح رسالته في الكنيسة والعراق. وادناه نص كلمته:
مريم، أمكن، وأنتن بناتها؟ ماذا أكثر؟
يعلن انجيل يوحنا ان يسوع سلم امه مريم الى عناية يوحنا قائلا: هذه امك ولها يقول هذا ابنك (يوحنا 1/27)، فهي بالضرورة من خلال يوحنا، ام كل واحد وواحدة منا. انتن بنات مريم، لا أعلم مدى تحسسكن بهذا اللقب الذي هو هويتكن؟ وكم يتطابق سلوككن- تكريسكن مع هذه البنوة الخاصة!
بنات مريم دعوة لكي تكون كل واحدة منكن مريم مصغرة. هذا ما يسميه الانجيل بالولادة الجديدة من فوق(من الروح). هذا التحول الكبير ينتظركن، ويتطلّب استعدادًا وجهدًا.
كيف؟ باتباع نهج مريم وروحانيتها:
1. بالاصغاء الى كلمة الله المدهشة “وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا” (لوقا 2/ 19)، أي ان نحفظها لاستيعابها بوعي والتعمق في ثرائها، والانجذاب اليها وتجسيدها في سلوكنا اليومي، باتخاذ القرارات الصحيحة مما يريح القلب والفكر ويجعلنا نعيش في جو منتعش وثابت. هذا الاصغاء الى كلمة الله بشغف يقودنا الى الإهتداء اليومي الى الله ويشمل المشاعر والتعبير والأسلوب ويمنح الثقة والاطمئنان والفرح ويعزز الرجاء. وباختصار نتبع مريم (الذاكرة الحية) لتطبع صورتها في قلوبنا وعلى وجهنا ولتتجدد باستمرار.
2. الخدمة شهادة شخصية…. الايمان الحقيقي ليس انتماءً شكليا بل هو وعي وقناعة داخلية يتجسد في الصلاة والشكر لله على بركاته ومعوناته ومحبة الاخرين وخدمتهم (العمل الصالح). لنتذكر موقف مريم في قانا الجليل لإنقاذ حرج اهل العريس بنفاد الخمر( يوحنا 2/3). لنستخدم مواهبنا بفرح في خدمة الآخرين وفي خدمة ملكوت الله.
هذه السيرة المفرحة هي بذور الأبدية فينا (اقليمس الاكندري، كتاب المربي)، لذلك علينا ان نكون منتبهين ويقظين وثابتين ونجدد كل يوم تكريسنا المطلق لئلا نفقد حماسنا ومسيرتنا الايمانية على مثال امنا مريم. عيد مبارك ومليء بالبركات والخيرات الروحية لكل واحدة منكن وللكنيسة الكلدانية. |